كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

3213- أَكْمَدُ مِنَ الحُبَارَى
ويقَال في مثل آخر "مات فلان كَمَدَ الحُبَارَى" وذلك أن الحُبَارَى تلقى عشرين ريشة بمرة واحدة، وغيرها من الطير يلقى الواحدة بعد الواحدة، فليس يلقى واحدة إلا بعد نبات الأخرى، فإذا أصاب الطيرَ فَزَعٌ طارت كلعا وبقى الحبارى، فربما مات من ذلك كَمَدَاً.
3214- أكْبَرُ مِنْ لُبَدٍ
هو نَسْرُ لقمان بن عاد السابع، وقد كثرت الأمثال فيه؛ فَقَالوا "أتى أَبَد على لُبَدَ"
و ... أخْنَى عَلَيْهَا النَّن [؟؟] أخْنَى عَلَى لُبَدِ ...
وقولهم:
3215- أكْثَرُ مِنْ تفَارِيقِ العَصَا
قد مر تفسيره في باب الباء عند قولهم "أبقى تفَارِيقِ العَصَا"
3216- أكفَرُ مِنْ نَاشِرَة
هذا من كفر النعمة، وبلغ من كفره أن همَّام بن مُرَّة بن ذُهْل بن شَيْبَان كان استنقذه من أمه، وهي تريد أن تَئِدَهُ لعجزها عن تربيته، فأخذه وربَّاه، فلما ترعرع سعى في قتل همام (قال المجد: إن ناشرة بن أغوات قتل همام غدراً)
3217- أكْرَمُ مَنَ العُذَيْقِ المُرجَّبِ
قَال حمزة: إن أكثر العرب تقوله بغير ألف ولام، والعُذَيق: النخلة يَكْثَر حملها فيُجْعلَ تحتها دِعَامة، وتسمى الرُّجْبَة، ويقولون: رَجَّبتُ النخلة، ونخلة مُرَجَّبة، وعِذق مُرَجَّب، فيقول: هو في الكرم كهذه النخلة من كثرة حملها، وللأعداء إذا احْتَكَّوا به لمنزلة الجذيل الذي من احْتَكَّ به كان دواء من دائه.
3218- أكْرَهُ مِنَ خَصْلَتَى الضَّبُع
يضرب مَثَلاً للأمرين ما فيهما حظ يختار وأصل ذلك - فيما تزعم العرب - أن الضبع صادت مرة ثعلبا، فلما أرادت أن تأكله قَال الثعلب: مُنِّى على أمِّ عامرٍ، فَقَالت الضبع: قد خيرتك يا أبا الحصين بين خصلتين، فاختر أيهما شِئت، فَقَال: الثعلب وما هما؟ فقلت الضبع: إما أن آكُلكَ، وإما أن أمزقك، فَقَال الثعلب وهو بين فكى الضبع: أما تذكرين أم عامر يوم نكحتك بهوب دابر؟ - وهو أرض غلبت الجن عليها، قَالوا وهو يجئ في أسماء الدواهي، كذا أورده حمزة، وقَال أبو الندى: هوت دابر، قلت: وبالحَرَى أن تكون هذه الرواية أصح - فَقَالت الضبع: متى؟ وانفتح فوها، فأفلت الثعلب، فضربت -[171]- العرب بخصلتيها المثل، فَقَالوا: عَرَضَ علىَّ خصلتى الضبع، لما لا خيار فيه.

الصفحة 170