كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

2439- عُشْبٌ وَلا بَعَيِرٌ
أي هذا عُشْبٌ وليس بعير يرعاه.
يضرب للرجل له مال كثير ولا ينفقه على نفسه ولا على غيره.
2440- عَادَ غَيْثٌ عَلَى مَا أَفْسَدَ
ويروى "على ما خبل" قيل: إفساده إمساكه، وعَوْدُه إحياؤه، وإنما فسر على هذا الوجه لأن إفساده يصوبه ولا يصلحه عوده، وقد قيل غير هذا، وذلك أنهم قَالوا: إن الغَيْثَ يحفر ويفسد الحياض، ثم يعفى على ذلك بما فيه من البَرَكة.
يضرب للرجل فيهِ فساد ولكنَّ الصلاح فيه أكثر.
2441- أعْطَاهُ غَيْضاً من فَيْضٍ
أي قليلاً من كثير.
يضرب لمن يسمح بالقُلِّ من كُثْرِهِ
2442- عَنِيَّتُهُ تَشْفِي الجَرَبَ
العَنيَّة: بولُ البعير يُعَقَدَّ في الشمس يُطْلى بها الأجرب. قلت: هي فَعِيلة من العنَاء أي يُعَنَّى من طُلىِ بها وتشتدَّ عليه، ويجوز تُعَنيِّهِ أي تزيل عناءه الذي يلقاه من الجرب؛ فيكون من باب "قَرَّدَتُه" أي أزلت قُرَاده.
يضرب للرجل الجيد الرأي يُستشفى برأيه فيما يَنُوبُ.
2443- عَيَّ بِالإِسْنَافِ
قَال الخليل: السِّنافُ للبعير بمنزلة الَّلبَبِ للدابة، و"قد سَنَفْتُ البعير" شددت عليه السِّناف، وقَالَ الأَصمَعي: أسْنَفْتُ، ويقولون "أسْنَفُوا أمرهم" أي أحكموه، ثم يُقَال لِمَن تحير في أمره "عَيَّ بالإسْنَافِ" وأصلهُ أنَ رَجلاً دُهِشَ فَلم يدرِ كَيفَ يُشدُّ السِّاف مِن الخَوف، فَقَالوا: عَيَّ بالإسناف، قَال الشاعر:
إذا مَا عَيَّ بِالإِسْنَافِ قَوْمٌ ... مِنَ الأَمْرِ المُشَبَّهِ أن يَكُونا
قلت: قَال الأزهري: الإسناف التقدُّمُ وأنشد هذا البيت، ثم قَال: أي عَيُّوا بالتقدم، وليس قول من قَال "إن معنى قوله إذا ما عي بالإسناف: أن يدهش فلا يدري أنى يشدُّ السِّناف" بشَيء، إنما قَاله الليث.
2444- عَادَ السَّهْمُ إلي النَّزَعَةِ
أي رجع الحقُ إلى أهله، والنَّزَعَةُ: الرُّماة، من "نَزَع في قوسه" أي رمى، فإذا قَالوا "عاد الرمى على النَّزَعَة" كان المعنى عاد عاقبة الظلم على الظالم، ويكنى بها عن الهزيمة تقع على القوم.

الصفحة 18