كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

3272- الّليل وَأَهْضَامَ الوَادِى
الهضم: ما اطمأن من الأرض.
يضرب في التحذير من الأمرين كلاهما مَخُوف.
وأصلُه أن يسير الرجلُ ليلا في بطون الأودية، ولعل هناك ملا يؤمن اغتيله، وهولا يدرى، وينصبان على إضمار فعل، أي: أحَذَّرُكَ الليل وأهضام، ويجوز الرفع على تقدير: الليلُ وأهضَام الوادى محذوران
3273- الَّليلُ أَعْوَرُ
قَالوا: إنما قيل ذلك لأنه لا يُبْصَر فيه، كما قَالوا نهار مُبْصَر يُبْصَر فيه.
3274- لَمْ أَرَ كالْيَومِ في الحَرِيمةِ
أصلُ هذا أن رجلا - فيما ذكروا - انتهى إلى أسد في وَهْدَة فظن أنه وَعِل، فرمى بنفسه عليه، ففزع الأسد فَنَفَضَه ورمى به ومر هاربا، وكان مع الرجل ابنُ عم له لما نظر إلى الأسد عَرَفه، فَقَال الذي رمى بنفسه عليه: لم أر كاليوم في الحريمة، وهى الحِرْمَان، فَقَال ابنُ عمه: لم أر كاليوم واقيةً، أي وقَاية. يضرب لمن فاته ملا خير له فيه فهو يَنْدَم عليه.
3275- لَقَيتُهُ بَيْنَ سَمْعٍ الأرض وبَصَرِهَا
قَال أبو عبيدة: قَال بعضهم: معناه بين -[184]- طول الأرض وعَرْضها، قَال: وهذا كلام مُخَرَّج ولكن الكلام لا يوافقه، ولا أدرى ما الطول والعرض من السمع والبصر، ولكن وجهه عندي أنه لقيته في مكان خال ليس فيه أحد يسمع كلامه ولا يبصره إلاَّ الأرض القفر دون الناس، وإنما هذا مَثَلٌ ليس أن الأرض تسمع وتبصر، وهذا كقوله عليه الصلاة والسلام لأحُدٍ "هذا جَبَلٌ يُحبنا ونحبه" والجبل ليست له محبة، وكقوله تعالى (جِدَاراً يريد أن يَنْقَضَّ) ولا إرادة هناك.
ومثل ما تقدم قولُهم:

الصفحة 183