كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

2450- اعْلُلْ تَحْظُبْ
الحُظُوب: السمن (تقول: حظب يحظب على مثال فرح وضرب ونصر إذا سمن وامتلأ) والامتلاء، أي اشرب مرةً بعد مرة تسمن. يضرب في التأني عند الدخول في الأمور رَجَاء حسن العاقبة.
2451- عَنْ صَبُوحٍ تُرَقِّقُ
الصَّبُوح: ما يشرب صَبَاحاً، والغَبُوق: ضده، وترقيقَ الكلام: تزيينه وتحسينه، أي تُرَقِّقَ وتحسن كلامك كائناً عن صَبُوح وأصله أن رجلاً اسمه جابان نزل بقوم ليلاً، فأضافوه وغَبَقُوه، فلما فرغ قَال: إذا صَبَحْتُموني كيف آخذ في طريقي وحاجتي؟ فقيل له: عَنْ صَبُوح تُرَقَّقُ، وعن من صلة معي الترقيقَ، وهو الكناية لأن الترقيقَ تلطيف وتزيين، وإذا كنّيْتَ عن شَيء فهو ألطف من التصريح، فكأنه قيل: عن صبوح تكنى.
يضرب لمن كَنَى عن شَيء وهو يريد غيره، كما أن الضيف أراد بهذه المقَالة أن يوجب الصبوح عليهم. قَال أبو عبيد: ويروى عن الشعبي أنه قَال لرجل سأله عمن قَبَّلَ أمَّ امرأته، فَقَال أعن صَبُوح تُرَقِّق؟ حَرُمَتْ عليه امرأتُهُ، قَال أبو عبيد: ظن الشعبي فيما أحسب ما وراء ذلك.
2452- عَدَا القَارِصُ فَحَزَرَ
القارص: اللبنُ يحذى اللسان، والحازِرُ: الحامض جداً يضرب في الأمر يتفاقم، قَال العَجَّاج:
يا عمرُ ويا بن مَعْمَرٍ لا مُنْتَظَرْ ... بعد الَّذِي عَدَا القَرُوصَ فَحَزَرْ
يَعْني الحَرُورِيَّ الذي مَرَقَ فجاوز قدره، ويروى المثل "عدا القارص" بالنصب، أي عدا اللبن القارص يعني حد القارص ومن رفع جعل المفعول محذوفاً، أي جاوز القارصُ حَدَّه فحزر.
2453- اسْتَعْجَلَتْ قَدِيرَها فَامْتَلَّتِ
يضرب يَعجَل فيصيب بعضَ مراد ويفوته بعضه، -[22]- والقدير: اللحم المطبوخ في القِدر، والامتِلاَلُ: المَلُّ وهو جَعْل اللحم في الرماد الحار، وهو المَلَّة.

الصفحة 21