كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

3978- مَالَهُ هَابِلٌ وَلاَ آبِلٌ
الهابل: المُحْتَال، والآبل: الحَسَنُ الرَّعْيَة، يُقَال "ذئب هَبِل" أي محتال، قَالَ ذو الرمة:
ومُطْعِم الصَّيْدِ هَبَّالٌ لِبِغْيِتِهِ ... ألْفْى أباهُ بِذَاكَ الكَسْبُ يَكْتَسِبُ
واهتبل الصائدُ: أي اغتنم غَفْلَةَ الصيد يضرب لما لا يكون له أحد يهتم بشأنه
3979- مَا كَانَ لَيْلِى عَنْ صَبَاحٍ يَنْجِلِى
(أحسب الأصل في هذا المثل "ماكاد ليلى - إلخ" وإن اتفقت الأصول كلها ما أثبتناه)
يضرب لمن طلب أمرا لاَ يكاد يناله، ثم ناله بعد طول مدة.
3980- مَاؤُكَ لاَ يَنَالُ قَادِحُهُ
يُقَال "قَدَحْتُ الماء" أي غَرَفْته، والماء إذا قل تعذَّر قَدْحه، أي ماؤك قليل لاَ يُبْرِدُ الغُلَّةَ لقلته.
يضرب للشيء يصغر قدره ويقل نفعه.
3981- مَا يُشَقُّ غُبَارُهُ
يراد أنه لاَ غُبَار له فيشق، وذلك لسرعة عَدْوه وخفة وطئه، وقَالَ:
خَفَّتْ مَوَاقِعُ وَطْئِهِ فَلَوْ أنَّهُ ... يَجْرِى بِرِمْلَةِ عَالجٍ لم يُرْهج
وقَالَ النابغة:
أعَلِمْتَ يَوْمَ عُكَاظَ حِينَ لَقَيتَنِي ... تَحْتَ العَجَاجِ فَمَا شَقَقْتَ غُبَارِي
يضرب لمن لاَ يُجَاري.
لأن مجاريك يكون مَعَكَ في الغُبار، فكَأنهُ قَالَ: لاقِرْنَ له يجاريه، وهذا المثل من كلام قَصِير لجذيمة، وقد مَرَّ ذكره في باب الخاء عند قصة الزباء (انظر المثل 1250 "خطب يسير في خطب كبير")
3982- المَرْءُ بَأصْغَرَيْهِ
يعني بهما القلبَ واللسان، وقيل لهما الأصغران لِصغر حجمهما، ويجوز أن يسميا الأَصغرين ذهاباً إلى أنهما أكبر ما في الإنسان معنىً وفضلاً، كما قيل: أنا جُذَيْلُها المحكَّكُ وعُذَيْقُها المرَجَّبُ، والجالب للباء القيام، كأنه قيل: المرء يَقُوم معانيه بهما أو يكمل المرء بهما

الصفحة 294