كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4044- مَنْ عَزَّبزَّ
أي من غَلَب سَلَبَ، قَالَت الخنساء:
كأنْ لَمْ يَكُونُوا حِمىً يُتَّقَى ... إذ النَّاس إذ ذَاكَ مَنْ عَزَّبَزَّ
قَالَ المفضل: وأولُ من قَالَ "من عزبز" رجلٌ من طيئ يُقَال له جابر بن رَأْلاَن أحَدُ بني ثُعَل، وكان من حديثه أنه خرج ومعه صاحبان له، حتى إذا كانُوا بظهر الحِيْرَة وكان للمنذر بن ماء السماء يومٌ يركب فيه فلاَ يلقى أحداً إلاَ قتله، فلقي في ذلك اليوم جابراً وصاحبيه، فأخذتهم الخيلُ بالسوية فأتِىَ بهم المنذر، فَقَالَ: اقترعوا فأيكم قَرَعَ خليت سبيله، وقتلت الباقين، فاقترعوا فَقَرَعَهم جابر بن رَأْلاَن، فخَلَّى سبيله وقتل صاحبيه، فلما رآهما يقادان ليُقْتَلاَ قَالَ "مَنْ عَزَّبز" فأرسلها مثلاً.
4045- مَنْ يَأكُلُ خَضْماً لاَ يَأكُلُ قَضْمَاً، ومَنْ لاَ يَأكُلُ قَضْمَاً يأكُلُ خَضْماً
الخَضْمُ: الأكل بجميع الفم، والقَضْم: الأكل بأطراف الأسنَان. -[308]-
يضرب في تدبير المعيشة.
قَالَ الشاعر:
لقد رَابَنِي مِنْ أهْلِ أرْضِي أنَّنِي ... أرى النَّاس حَوْلِي يَخِضِمُونُ وأقضِمُ
وَمَا ذَاكَ مِنْ عَجْزٍ وَسًوء جِبِلَّةً ... أخَاكَ ولكِني امْرُؤٌ مِنْ أتَكرَّمُ

الصفحة 307