كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4130- مَنْ جَعَلَ لِنَفْسِهِ مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِإخْوَانِهِ نَصِيباً أراحَ قَلْبَهُ
يعني أن الرجل إذا رأى من أخيه إعراضاً وتغيراً فَحَمَله منه على وجهٍ حَسَنٍ وطلب له المخارج والحذر خَفَّفَ ذلك عن قلبه وقَلَّ منه غيظه، وهذا من قول أكثم بن صيفى.
يضرب في حسن الظن بالأخ عند ظهور الجفاء منه.
4131- مَنْ ذَهِبَ مَالُهُ هَانَ عَلَى أهلِهِ
يضرب في إكرام المَلِىءِ.
ويروى عن رجل من أهل العلم أنه مَرَّ به رجل من أرباب الأموال، فتحرك له وأكرمه وأدناه، فقيل له بعد ذلك: أكانت لك إلى هذا حاجة؟ قَالَ: لا، والله، ولكني رأيت المال مَهِيناً، ويروى "ذا المالِ مَهيباً"
4132- مَنْ نَهَشَتهُ الحَيَّةُ حَذِرَ الرَّسَنَ الأَبلقَ
قَالَ أبو عبيد: هذا من أمثال العامة، قَالَ الشاعر:
إنَّ الَّلسِيعَ لَحَذِرٌ مُتَوَجِّسٌ ... يَخْشَى وَيَرْهَبُ كُلَّ حَبْلٍ أبْلَقِ
4133- المَرْأَةُ مِنَ المَرْءِ، وكلُّ أَدْماءَ مِنْ آدَمَ
يُقَال هذا أولُ مثلٍ جَرَى للعرب
4134- مَنْ نَامَ لاَ يَشَعْرِ بِشَجْوِ الأرِقِ
يضرب لمن غَفَلَ عما يعانيه صاحبُه من المشقة.
4135- مُحَلِّيءٌ يَمْشِي لِحَوْضٍ لاَئِطاً
يُقَال: حَلأتُ الإبل عن الماء، إذا منعَتَها الورود، والَّلوطُ: أن تُصْلِحَ الحوضَ وترمه.
يضرب لمن يتعنى في أمرٍ لاَ يستمتع به
4136- مَنْ طَلَبَ شَيْئَاً وَجَدَهُ
أولُ مَنْ قَالَ ذلك عامر بن الظَّرِبِ، وكان سيدَ قومه، فلما كبر وخشي عليه قومُهُ أن يموت اجتمعوا إليه وقَالَوا: إنك سيدُنا وقائلنا وشريفنا، فاجعل لنا شريفاً وسيداً وقائلاً بعدك، فَقَالَ: يا معشر عَدْوَان كلفتموني بَغْيا، إن كنتم شرفتموني فإني أريتكم ذلك من نفسي، فأنَّي لكم مثلى؟ افهموا ما أقول لكم، إنه مَنْ جَمَعَ بين الحق والباطل لم يجتمعا له، وكان الباطلُ أولى به، وإن الحق لم يزل ينفر من الباطل ولم يزل الباطل ينفر من الحق، يا معشر -[320]- عَدْوَان لاَ تَشْمَتُوا بالذلة، ولاَ تفرحوا بالعزة فبكل عيش يعيش الفقير مع الغني، ومن يُرِ يوماً يُرَ به، (انظر المثل 4037)
وأعدُّوا لكل امرئ جَوَابه، إن مع السفاهة الندامة، والعقوبة نكال، وفيها ذمامة، ولليد العُلْيا العاقبة، والقود راحة، لاَ لك ولا عليك، وإذا شئت وجدت مثلك، إن عليك كما أن لك، وللكثرة الرعب، وللصبر الغَلَبة، ومن طلب شيئاً وجده، وإن لم يجده يُوشك أن يقع قريباً منه.

الصفحة 319