كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4148- مُحْترَسٌ مِنْ مِثْلِهِ وَهُوَ حارِسٌ
أي الناس يحترسون منه ومن مثله وهو حارس.
وهذا كما تقول العامة "اللهم احفظنا من حافظنا"
وإنما أوْرَدَ أبو عبيد هذا المثل مع قولهم "عَيَّرَ بحَيْر بجرَة" لأن الحارس
يبرئ نفسه السارقةَ وينسبها إلى غيره
قَالَ الأَصمعي: يضرب للرجل يُعَيِّرُ الفاسقَ بفعله وهو أخبث منه.
4149- مِنْ حَظِّكَ مَوْضِعُ حَقَّكَ
ويروى "مَوْقِع" أي وقوعُ حقك نتيجة حظك، يريد أن وجوده منه وبسببه، ويجوز أن يريد من حظك وبَخْتِك أن يكون حاملُ حقك مَلِيَّا يقوم بأدائه، ولاَ يعجز عن قضائه، وهذا معنى قول أبي عبيد، فإنه قَالَ: إن معناه أن مما وَهَبَ الله تعالى لعباده من الحظوظ أن يعرف للرجل حقه ولاَ يبخسه قلت: وتقدير المثل حُسْنُ موضع حقك معدود عليك من حظك.
4150- مَنْ كَانَ مُحَاسِيَنَا أو مُوَاسِيَنَا فَلْيَتَفَّرْ
يضرب هذا في موضع "مَنْ كان يَحُفُّنا أو يَرْفُّنا فليترك" وقد مر ذكره.
وقوله "فَلْيَتَّفِرْ" من الوَفْرِ.
4151- مَنْ أَجْدَبَ انْتَجَعَ
يضرب للمحتاج فيُقَال: اطلُبْ حاجتك من وجه كذا.
يُقَال: تَغَدَى صَعْصَعة بن صُوحان عند معاوية رضي الله عنه، فتناول من بين يدي معاوية شيئاً فَقَالَ: يا ابن صُوحان انتجعت من بُعْدٍ، فَقَالَ: مَنْ أجْدَبَ انْتَجَعَ.
4152- مَنْ بَاعَ بِعِرْضِهِ أنْفَقَ
أي من تعرض ليشتمه الناسُ وجدَ الشتمَ له حاضراً، ومعنى أنفق وَجَدَ نَفَاقاً.
4153- مَنْ يأكُلْ بِيَدَيْنِ يَنْفَدْ
أي من قصد أمرين ولم يصبر على واحد فيخلص له ذهب منه الأمران جميعاً.
4154- مَنِ اعْتَمَدَ عَلَى حَيْرِ جارِهِ أصْبَحَ عَيْرُهُ فِي النَّدَى
يعنى المطر، والحَيْر: الإصطبل، وأصله حظِيرَة الإبل.
4155- مَنْ أَكَلَ مَرَقَةَ السُّلْطَانِ احْتَرقَتْ شَفَتَاهُ ولَوْ بَعْدَ حِينٍ
4156- مَررْتُ بِهِمْ بَقْطاً
أي متفرقين، وذهبوا في الأَرض بَقْطَا، قَالَ الشاعر: -[321]-
رأيتُ تميماً قد أضَاعَتْ أمُورَهَا ... فَهُمْ بقط في الأَرض فَرْثٌ طوائف
شبههم بالفرث يتناثر من الكرش لتفرقهم، ومنه المثل "بَقَطِيِهِ بِطِبِّكِ" (انظر المثل رقم 484)
وقد مر ذكره.
4157- مَنْ غَرْبَلَ النَّاس نَخَلُوهُ
أي من فَتَشَّ عن أمور الناس وأصولهم جعلوه نُخَالة.
4158- مُساعَدَة الخَاطِلِ تُعَدُّ مِنَ البَاطِلِ
الخاطل: الجاهل، وأصله من الخَطْل وهو الاضطراب في الكلام وغيره، وهذا من كلام الأفْعَى الجُرْهُمى النَّجْرَاني حكم العرب.
4159- مَرَّ لَهُ غُرابُ شِمَالٍ
أي لقى ما يكره.
4160- مَنْ بَعُدَ قَلْبُهُ لَمْ يَقْرُبْ لِسَانُهُ وَيَدُهُ
يضرب للخائف الفزع.
4161- مِنْ شُؤْمِهَا رُغَاؤُهَا
يضرب عند الأمر يَعْسُر ويكثر الاختلاَفُ فيه.
4162- مَنْ يَكُ ذَا وَفْرٍ مِنَ الصَّبِيَانِ فإنَّهُ مِنْ كَمْأةٍ شَبْعَانٌ، ومَنْ بَنَاتِ أو بَرِ المكانِ
أي من كثر صبيانه شبع من الكمأة؛ لأنهم يَجْتَنُونَهَا، وبناتُ أوبر: جنس ردئ منها، كبعر البعير، اسم الواحد ابن أوبر، وإنما قيل بنات أوبر في الجمع لتأنيث الجماعة، وكذلك ما أشبههه مثل بَنَات نَعْش وبَنَات مَخَاض.
يضرب لمن كثر أعوانُه فيما يَعْرِض له.
4163- مَنْ ساغَ رِيقَ الصًّبْرِ لمْ يَحْقَلْ
ساغَ الشراب يَسُوغ، إذا سهل مَدْخَله في الحلق، وسُغْتُه أنا، يتعدى ولاَ يتعدَّى، والحَقْل: داء من أدواء البطن، والصبر هنا: الدواء.
يضرب في الحثِّ على احتمال أذَى الناس.

الصفحة 321