كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4259- نِعْمَ مَعْلَقُ الشَّرْبةِ هذَا
وقَالَ الأَصمعي: المَعْلَق قَدَح يُعَلّقه الراكب، وقوله" هذا " إشارة إلى القَدَح أي يكتفي الشاربُ به إلى منزله الذي يريده بشربة واحدة لا يحتاج إلى غيرها
يضرب لمن يكتفي في الأمور برأيه، ولا يحتاج إلى رأي غيره
4260- النَّزَائِعَ لاَ الْقَرَائِبَ
ويُقَال: " الغرائبَ لاَ القرائب " قَالَ ابن السكيت: النزيعة: الغريبة، يعني أن الغريبة أنْجَبُ، ويُقَال "اغْتَرِبُوا لاَ تُضْوُوا" أي انكحوا في الأَباعد لاَ يُولَدْ لكم ضَاوِىٌّ، والقرائب: جمع قريبة. ونصب "النزائع" على تقدير تَزَوَّجُوا النزائع ولاَ تتزوجوا القرائب، وقَالَ:
فَتىً لَمْ تَلِدْهُ بِنْتُ عَمّ قَرِيبَةٌ ... فَيَضْوَى وَقدْ يَضْوَى رَدِيدُ الْقَرَائِبِ
4261- النَّاسُ يَمَامَةٌ
اليمامة: طائر مثل الحمامة. وهي التي تألف البيوت، يعني أرْفُقْ بهم ولاَ تنفرهم
4262- أنْتِزَاعُ العَادَةِ شَدِيدٌ
ويروى "انتزاع العادة من الناس ذنب محسوب" وهذا كما يُقَال "الفِطَامُ شديد" وكما قَالَ:
وَشَدِيدٌ عَادَةٌ مُنْتَزَعَةّْ
ويُقَال: العادة طبيعةٌ خامسة
4263- النِّدَاءُ بَعْدَ النِّجَاءِ
يضرب في التحذير
والنِّجَاء: المناجاة، يعني يظهر الأمر بعد الإسرار، أي بعدما أسِرَّ
4264- نَوْآنِ شَالاَ مُحْقِبٌ وَبَارِحٌ
النَّوْءُ في اللغة: النُّهُوضُ بجهد ومشقة، يُقَال: نَاءَ بالحمل، إذا نَهَضَ به مثقلاً، والنَّوْءُ أيضاً: السقوط؛ فهذا الحرف من الأضداد، والنَّوْء: سقوطُ نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته، وكانت العرب تقول: مُطِرْنَا بنَوْءِ كذا، إذا كان المطر يأتي في ذلك الوقت، فأبطل الإسلام ذلك، ونزل قوله تعالى (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) أي تجعلون شكر ما تُرْزَقون به من المطر تكذيبَكم بنعمة الله فتقولون: سقينا بَنْوءِ كذا، ومُطِرْنَا بَنْوءِ كذا، والشَّوْل في الأصل: الارتفاع، والشَّوْلُ: النُّوقُ التي خَفَّ لبنها؛ لأن اللبن إذا خفَّ ارتَفَعَ الضَّرْعُ، والإحْقَاب: الوقوع والحصول في الحقب، وهو احتباسُ المطر، والبارح: الريح الحارة في الصيف. -[344]-
وتقدير المثل: هما نَوْآن ارتَفَعا أحدُهما مُحْقِب والآخر بارح.
يضرب للرجلين لهما منزلة وشرف وجاه، ولكنهما متساويان في قلة الخير.

الصفحة 343