كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4265- نَشِيطَةٌ لِلْرَّأسِ فيِهَا مأكَلٌ
النَّشِيطة: ما يصيبه الجيشَ (في الصحاح " النشيطة: ما يغنمه الغزاة في الطريق قبل البلوغ إلى الموضع الذي قصدوه، وقَالَ الشاعر:
لك المرابع مها والصفايا ... وحكمك والنشيطة والفضول" وبيضة القوم في كلام المؤلف: أي ساحتهم) من شيء دونه بيضة الحيء، والرأس: الرئيس، ومنه: برَأسٍ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ بَكْرٍ ... (صدر البيت لعمر بن كلثوم، وعجزه: ... ندق به السهول والحزونا ... )
والمأكل: الكَسْب، أي شيء قليل ثم يطمع فيه.
يضرب لمن استعان في طلب حقه بمن يطمع في احتواء ماله.
4266- نَامَ عِصَامٌ سَاعَةَ الرَّحيلِ يضرب لمن طلب الأمر بعد ماولّى
4267- ناَمَ بِعَيْنِ الآمنِ المُشَيَّعِ
يضرب للرجل الضعيف يَرُومُ الأمور ولاَ يروم مثلها إلاَ البطل، والمُشَّيع: القوي القلب.
4268- نَعْلُكَ شَرٌ مِنْ حَفَاكَ فَاتَّرِكْ
يضرب لمن استعان بمن لاَ يعينهُ ولاَ يهتمُّ بشأنه.
4269- نَحْنُ بِأَرْضٍ مَاؤُهَا مَسُوسُ
الماء المَسُوس: الذي لاَ يَعْدِلُه ولاَ يُعْدَلُ به ماء عُذُوبةً، وبعده:
لولاَ عُقَابُ صَيْدِهَا النَّسُوسُ ... (النسوس: السريع الذهاب بورد الماء خاصة، قاله الليث)
يُقَال: إن النَّسُوسَ طائر يأوي الجبلَ، وهو أضخم من العصفور، ودون الحَجَل، له هامة كبيرة.
يضرب في موضع يطيب العيش فيه، ولكنه لاَ يخلو من ظالم يظلم الضعيف.
4270- نُفُورَ ظَبْيٍ مَالَهُ زُوَيْرٌ
يُقَال: زُوَيْر القوم زعيمُهم، وأصلُه شيء يلقي في الحرب، فيقول الجيش: لاَ نَفِرُّ ولاَ نبرح حتى يفر ويبرح. هذا، ويُقَال: إن رجلاً من بني هند من كِنْدَةَ يُقَال له علقمة، وكان شيخاً قد خَرِفَ قَالَ لقومه في حربٍ كان لهم:
يا بني، إني قد كبرت واقترب أجلي، فما أنا مُوَرِّثكم شيئاً هو خير من مجد تباؤن به على قومكم، أنا زُوَيْرُكم اليوم، يقول: ألقوني فقاتلوا عليّ، ففعلوا، فسمي -[345]- ذلك اليوم "الزُّوَيْر" لأنهم كانوا يَرْجِعُون إليه ويَزُورونه، فصار اسماً للرئيس والزعيم، ويجوز أن يكون الزوير تصغير الزُّورِ، يُقَال: ما لفلاَن زُورٌ ولاَ صَيُّور، أي رَأيٌ يرجع إليه ويصير إليه وبعضهم يرويه بالفتح فيقول: ماله زَوْرٌ، وهو القوة، فمعنى المثل وتقديُره: نفر نفور ظبي ماله مَعْقِل يلجأِ ويرجع إليه. يضرب في شدة النفار مما ساء خلقه أو ساء قوله.

الصفحة 344