كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4305- أَنْكَدُ مِنْ تَالِي النَّجْمِ
يعنون بالنجم مطلق الثريا، وتاليه الدَّبَرَان، قَالَ الأخطل:
فَهَلاَ زَجَرْت الطَّيْرَ إذْ جاءَ خَاطِبا ... بضَيْقَةَ بَيْنَ النَّجْمِ وَالدَّيْرَانِ
(ضيقة - بالكسر ويفتح - منزل للقمر)
وقَالَ الأَسود بن يَعْفُر يصف رفعة منزلته:
نَزَلْتُ بِحادي النَّجِمِ يَحْدُو قَرِينَهُ ... وَبِالقلب قلب العَقْرَبِ المُتَوَقِّدِ
والعرب تقول: إن الدَّبَرَانَ خَطَب الثريا، وأراد القمر أن يزوِّجه، فأبت عليه، وولَّتْ عنه، وقَالَت للقمر: ما أصنع بهذا السُّبْرُوت الذي لاَ مال له، فَجَمَعَ الدبرانُ قِلاَصَه يتموَّل بها. فهو يتبعها حيث توجهت، يَسُوق صدَاقها قُدَّامة، يعنون القِلاَصَ، وإن الجَدْيَ قتل نَعْشاً؛ فبناتُه تدورُ به تريده، وإن سُهيلا ركَضَ الجَوْزَاء، فركضَتْهُ برجلها فطرحته حيث هو، وضربها هو بالسيف فقطع وَسَطها، وإن الشَّعْرَى اليَمَانية كانت مع الشَّعْرَى الشامية ففارقتها وعَبَرَتِ المَجَرَّةَ، فسميت الشَّعْرَى العَبُور، فلما رأت الشَّعْرَى الشامية فراقَهَا إياها بكَتْ عليها حتى غَمِصَتْ عينُها فسميت الشعرى الغُمَيْصَاء.
4306- أنْتَنُ مِنْ ريحِ الجَوْرَبِ
هو من قول الشاعر
أثْنِي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فَإنَّنِي ... مُثْنٍ عَلَيْكَ بِمِثْلِ رِيحِ الجَوْرَبِ
وقَالَ آخر:
بَعَثُوا إلىَّ صَحِيفَةً مَطْوِيَّةً ... مَخْتُومةً بخاتمها كَالعَقْرَبِ
فَعَرَفتُ فِيها الشَّرَّ حينَ رأيتُها ... فَفَضَضْتُها عَنْ مِثلِ رِيحِ الجَوْربِ
زعم الأَصمعي أن معنى قوله "فعرفت فيها الشر حين رأيتها" هو أن عنوانها كان من كهمس، قَالَ الأَصمعي: وليس شيء أشبه بالعقرب من كهمس.
4307- أنْتَنُ منَ العَذْرَةِ
هي كناية عن الخُرء، قَالَ الأَصمعي: أصل العَذِرة فِنَاء الدار، وكانوا يطرحون ذلك بأفنيتهم، ثم كثر حتى سمي الخرء بعينه عَذِرة.
4308- أنْشَطُ مِنْ ظَبْيٍ مْقِمَرٍ
لأنهُ يأخذهُ النَّشاطُ في القَمَر فَيَلعب.
4309- أنْفَرُ مِنْ أَزَبَّ
هذا مثل قولهم "كلُُّ أزَبَّ نَفُور" وذلك أن البعير الأزَبَّ يَرَى طولَ الشَّعْر على عينيه فيحسبه شخصاً فهو نافر أبداً. -[355]-
وقَالَ ابن الأَعرَبي: الأَزبُّ من الإبل شَرُّ الإبل وأنفرها نفاراً، وأبطؤها سيراً، وأخَبُّها خباراً، ولاَ يقطع الأَرض.

الصفحة 354