كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4310- أنْبَشُ منْ جَيْألَ
هذا الاسم للضَّبُع، وهي تَنْبِشُ القبور، وتستخرج جِيفَ الموتى فتأكلها.
قَالَ الأَصمعي: أنشد أبو عمرو بن العَلاَء لرجل من بنى عامر يُقَال له مشهث (في الأصول "مشعب" وما أثبتناه عن اللسان (ج أل) وقد أنشد ثالث هذه الأَبيات، وعنده "بها خماع" وروى أولها في (م ت ع) وأربعتها في الأَصمعيات 43)
تَمَتَّع يا مشعَّث إنَّ شَيئاً ... سَبَقْتَ بِهِ الوفَاةَ هُوَ المَتَاعُ
بِأصْرٍ يَتْرِكْنِي الحي يوما ... رَهِينَةَ دَارِهم وَهُمُ سِرَاعُ
وجَاءتْ جَيْأل وَبَنُو أبِيها ... أحَمّ المأقِيَينِ بهمْ خُماعُ
فَظَلاَ يَنبْشَانِ التُّربَ عَنِّى ... ومَا أنا - وَيْبَ غيرك - والسباع
4311- أَنْوَمُ مِنْ كلْبٍ
هذا من قول رُؤْبة:
لاَقَيْتُ مَطْلا كَنُعاسِ الكَلْبِ ... وَعِدَةً هَاجَ عَلَيْها صَحْبِي
كَالشَّهْدِ بِالمَاءِ الزُّلاَلِ العَذْبِ
قَالَ حمزة: هذا من قول الأَعرَبي في نعاس الكلب، وقد خالفهم صاحبُ المنطق فَقَالَ: أيْقَظُ من الكلب وزعم أن الكلب أيْقَظ حيوان عينا، فإنه أغلب ما يكون النوم عليه يفتح من عينيه بقدر ما يكفيه للحراسة، فذلك ساعة وساعة، وهو في ذلك كله أيْقَظُ من ذئب، وأسمَع من فرس، وأحذَر من عَقْعق، قَالَ: والأعراب إنما أرادوا بما قَالَوا المَطْلَ في المواعيد.
4312- أنْوَمُ مِنْ الفَهْدِ
لأن الفَهْد أنْوَم الخلق، وليس نومُه كنوم الكلب؛ لأن الكلب نومُع نعاس والفهد نومه مصمت، وليس شيء في جسم الفهد - أي في حَجْم الفَهْد - إلاَ والفهدُ أثقل منه أحْطَم لظهر الدابة. وقَالَت امرأة من العرب: زوجي إذا دخل فهد وخرج أسد يأكل ما وَجَد، ولاَ يسأل عما عهد.
وأما قولهم:
4313- أَنْوَمُ مِنْ غَزَالٍ
فلأنه إذا رضَع أمه فَرَوِى امتلأ نوما.
وأما قولُهم:
4314- أنْوَمُ مِنْ عَبُودٍ
فقد مرَّ ذكره.
4315- أَنْعَمُ مِنْ خُرَيْمٍ
هو خُرَيم بن خليفة بن فلاَن بن سنان -[356]-
ابن أبي حارثة المرِّىُّ، وكان متنعما، فسمى خريما الناعم، وسأله الحجاج عن تنُّعمه، قَالَ: لم ألبس خَلَقا في شتاء، ولاَ جَدِيدا في صيف، فَقَالَ له: فما النعمة؟ قَالَ: الأمن؛ لأني رأيت الخائف لاَ ينتفع بعيش، قَالَ: زدني، قَالَ: الشباب؛ لأني رأيت الشيخ لاَ ينتفع بشيء، قَالَ: زِدْني، قَالَ: الصحة، فإني رأيت السَّقيم لاَ ينتفع بعيش، فَقَالَ: زدني، قَالَ: الغني؛ فإني رأيت الفقير لاَ ينتفع بعيش، فَقَالَ: زدني، قَالَ: لا أجد مزيداً.

الصفحة 355