كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4365- وَعِيدُ الحُبَارَى الصَّقْرَ
وذلك أن الحُبَارى تقف للصَّقْر وتحاربه ولاَ سلاَح لها، وربما ذَرَقَتْه، ولذلك قيل: سِلاَحُه سُلاَحُه، قَالَ الكلبي:
أقَلُّ غَنَاء عنك إبعادُ بَارِقٍ ... وَعِيدَ الحُبَارَى الصَّقْرَ مِنْ شِدَّةِ الرُّعْب
(وقع صدر هذا البيت في أصول هذا الكتاب "لقد غنى عنك إبعاد بارق" وهو تحريف وغير مستقيم الوزن، وعثرت على البيت بعد طول البحث في ثمار القلوب للثعالبي 382 ووقع فيه "أقل عناء" تحريف ما أثبتناه)
4366- أَوْرَدَهُم حِيَاضَ عَطِيشٍ
ويروى "مياه عطيش" أي هلكوا والسَّرَابُ يسمى مياه عطيش، وأنشد:
وَهَلْ أنَا إلاَ كالقَطَامِّي فيكُمُ ... أجلى كما جلى وأغضى كما يغضى
قفوا حمرات الجهل لاَ يوردنَّكُمْ ... مِيَاهَ عَطِيشٍ غِبَّ ثَالِثَةٍ يُفْضِي
ويحكى هذا من قول الحجاج للشعبي حين خرج فيمن كان خرج من الفقهاء عليه فلما ظفر به عاتبه عتاباً طويلاً، فصدقه الشعبي عن نفسه، وأغلظ له في القول، فَقَالَ الحجاج: واصدقاه، وعفا عنه وأطلقه.
4367- الوَلَدُ لِلفِرَاشِ وَاللْعاهِرِ الحَجَرُ
اسمُ الفراش يستعار لكل واحد من الزوجين، والعاهر: الزاني، والمرأة عاهرة، والحَجَر: كناية عن الخيبة، كما يُقَال: بِفِيهِ الإثِلِبُ، وبِفِيهِ البَرَى، ويجوز أن يكون كناية عن الرَّجْم
يعنى أن الولَدَ للوالد، وللعاهر أن يخيب عن النسب أو يُرْجَم.
يضرب لمن يرجع خائباً باستحقاق
4368- أَوْدَتْ بِهِم عُقَابُ مَلاَعٍ
قَالَ أبو عبيد: يُقَال ذلك في الواحد والجمع، قَالَ ابن دريد: عُقَاب مَلاَع سريعة وأنشد
عُقَاب مَلاَع لاَ عُقَابُ القَوَاعِل
والمَليع والمَلاَع: المَفَازة التي لاَ نَبَات بها، ويجوز أن تكون منسوبة إليها لسكونها المفازة، ويجوز أن يقال: نسبت إلى السرعة لأنها أسرع الطير اختطافا، والمَلْع: السير السريع الخفيف، يقال: ملوع ومَلِيع، وقَالَ ثعلب: يُقَال أنت أخَفُّ من عُقَيِّب ملاَع، وهي عقيب تأخذ العصافير والجُرْذَانَ، ولاَ تأخذ أكثر من ذلك.
يضرب في هلاَك القوم بالحوادث.
4369- وَقَعَ القَوْمُ في وَرْطَةٍ
قَالَ أبو عبيد: أصل الوَرْطَة الأَرض التي تطمئن لاَ طريق فيها، وَوَرَّطَه وأوْرَطَه، إذا أوقَعه في الورطة. -[366]-
يضرب في وقوع القوم في الهلكة.

الصفحة 365