كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4376- وَرَيْتُ بِكَ زِنَادِى، وزهَّرْتُ بِكَ نَارِي
يضربان عند لقاء النجح، أي رأيت منك ما أحب.
4377- وَجْدَانُ الرِّقِينَ يُغَطِّي أفَنَ الأفِينِ.
الرَّقَة: الوَرْق، والأفَنُ: الحُمْق والأَفِينُ: المأفون، وهو الأَحمق، والأفَنُ - بالتحريك - ضعف الرأي، وقد أفِنَ الرجلُ، وأفَنَهُ الله يأفنه أفناً، وأصله النقص، يقال: أفن الفصيل ما في ضَرْع أمه، إذا شربه كله.
يضرب في فَضْل الغنى والجِدَة.
4378- وَشْكانَ ذَا إذابةً وَحَقْناً
أي ما أسرع ما أذيبَ هذا السمن وحُقِن، ونصب "إذابة وحقنا" على الحال وإن كانا مصدرين، كما يُقَال: سرُعَ هذا مُذَاباً ومَحْقُونا، ويجوز أن يحمل على التمييز كما يُقَال حَسُنَ زيد وجهاً، وتَصَيَّبَ عرقاً.
يضرب في سرعة وقوع الأمر، ولمن يخبر بالشيء قبل أوانه.
4379- وَقَعَ عَلَى الشَّحْمَةِ الرُّقَّى
ويروى "الرُّكَّى" وهو الشحم الذي يذوب سريعاً، يُقَال: الشحمة الرُّكَى على فُعْلَى، والعامة تقول الرُّقَّى.
يضرب لمن لاَ يعينك في قضاء الحاجات
4380- وَقَعُوا في عَاثُور شَرٍّ، وعَافُورِ شَر
أي وقعوا في شر لاَ مخلصَ لهم منه.
4381- أوْهَيْتَ وَهْياً فارقَعْهُ
أي أفسدت أمراً فأصلِحْهُ
4382- أوْدَتْ أرضٌ وأوْدَى عَامِرُهَا
يضرب للشيء يذهب ويذهب مَنْ كان يصلحه.
4383- وَيْلٌ لِلشَّجِيِّ مِنَ الخَلِىِّ
ذكرت قصته في حرف الصاد عند قولهم "صُغَراهَا شُرَّها" (انظر المثل رقم 2112)
وهذه رواية أخرى قَالَ المدائنى ومحمد بن سلام الجحمى: أول من قَالَ ذلك أكْثَمُ بن صَيفي التميمى، وكان من حديثه أنه لما ظهر النبي عليه الصلاَة والسلام بمكة ودَعَا الناسَ إلى الإسلام بعث أكْثَم بن صيفي ابنَهُ حُبَيْشاً، فأتاه يخبره، فجمع بني تميم وقَالَ: يا بني تميم، لاَ تُحْضِرُونِي سفيهاً فإنه مَنْ يَسْمَع يَخَلْ، إن السفيه يُوهِنُ مَنْ فوقه ويثبت من دونه، لاَ خير فيمن لاَ عقل له، كبرت سني ودَخَلَتْني ذلة، فإذا رأيتم مني حَسَناً فاقبلوه، وإن رأيتم مني غير ذلك فقوموني أستقم، إن ابني شَافَهَ هذا الرجل مُشَافهة وأتاني بخبره وكتابه يأمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر، ويأخذ فيه بمحاسن -[368]-
الأخلاَق، ويدعو إلى توحيد الله تعالى، وخلَع الأوثان، وترك الحلف بالنيران، وقد عَرَف ذوو الرأي منكم أن الفضلَ فيما يدعو إليه، وأن الرأي تركُ ما ينهى عنه، إن أحَقَّ الناس بمعونة محمد صلى الله عليه وسلم ومساعدته على أمره أنتم، فإن يكن الذي يدعو إليه حقا فهو لكم دون الناس، وإن يكن باطلاً كنتم أحَقَّ الناس بالكَفِّ عنه وبالسَّتْر عليه، وقد كان أسقفُ نَجْرَان يحدِّث بصفته، وكان سفيان بن مُجَاشع يحدث به قبله، وسمى ابنه محمدا، فكونوا في أمره أولاً، ولا تكونوا آخرا، ائتُوا طائعين قبل أن تأتوا كارهين، إن الذي يدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم لو لم يكن ديناً كان في أخلاَق الناس حَسَنا، أطيعوني واتَّبِعُوا أمري أسأل لكم أشياء لاَ تنزع منكم أبداً، وأصبحتم أعز حي في العرب، وأكثرهم عدداً، وأوسعهم داراً، فإني أرى أمراً لاَ يجتنبه عزيز إلاَ ذل، ولاَ يلزمه ذليل إلاَ عز، إن الأَوَّل لم يَدَعْ للآخر شيئاً، وهذا أمر له ما بعده، مَنْ سبق إليه غمر المعالي، واقتدى به التالي، والعزيمة حزم، والاَختلاَف عجز فَقَالَ مالك بن نُويْرة، قد خَرِفَ شيخكم، فَقَالَ أكثم: ويل للشجىِّ من الخلى، والهَفْي على أمْرٍ لم أشهده ولم يسعنى.

الصفحة 367