كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4465- هَلْ بِالرَّمْلِ أو شَالٌ؟
الوَشَلُ: الماء المنحدِر من الجبل، يُقَال: وَجبل وَاشِل يقطر منه الماء، ولاَ يكون بالرمل وَشَل.
يضرب عند قلة الخير، وللشيء لاَ يوثق به، وللبخيل لاَ يَجُودُ بشيء.
4466- هَلْ تُنْتَجُ النَّاقَةُ إلاَ لَمنْ لَقِحَتْ لَهُ
يُقَال: نُتِجَتِ الناقةُ - على مالم يَسَمَّ فاعله - وأنتَجَتُها أنا، إذا أعنتها على ذلك، والناتج للنوق كالقابلة للإنسان، ولَقِحَتْ تَلْقَحُ لقحا ولِقَاحا، والناقة لاَقح ولَقُوح، ومعنى المثل: هل يكون الولد إلاَ لمن يكون له الماء؟
يضرب في التشبيه.
ويروى "لما لقحت له" أي للقاحها أي لقبول رحمها ماءً الفحلِ، يشير إلى صِدْقِ الشَّبَه، و"ما" مع "لقحت" للمصدر.
4467- هَيْنٌ لَيْنٌ وَأودَتِ العَيْنُ
يُقَال: إن المثل سار من قول دُغَةَ وذلك أن صَوَاحبها حَسَدْنها على أنساع كُنَّ لها جُدُدٍ جعلت تَئِط إذا ركبت، فقلن لها: ويْحَكْ يا دُغَةُ إن أنساعك تئط، وإذا سَمِعَ أطيطَها الرجالُ قَالَوا: هذا ضُرَاط دُغَةَ، لو أنك دَهْنتها فهو ألين لها وأبقى، فيذهب عنك هذا الذي تخافين عاره، قَالَت: فإني فاعلة، فلما نزلت حملت النساء إليها السَّمْنَ في الأقداح، فلما صار السمن بيدها أخذت نِسْعاً من أنساعها فقَطَرت على بعض نَوَاحيه من السمن، فاسْوَدَّ ولاَنَ، فعند ذلك قَالَت دُغَة: هين لين وأودت العين، تعنى بالعين حُسْنَ النِّسْعِ.
يضرب لمن هَمَّ بإصلاَح شيء فأفسده، بل أهلك عينه.
وقَالَ أبو عمرو: يضرب لمن نزل به أمر فيُقَال له: صبراً فقد كنت عُرْضَةً لأَعظَمَ مما نزل بك.
4468- هُوَ العَبْدُ زَلَمَةُ.
أي: قدُّه قَدُّ العبدِ، يُقَال: هو العبد زَلَمَةً وزَلْمَةً وزَلُمَةً وزَلْمَةً، والنون تعاقب اللام في جميع الوجوه، يُقَال: زَلَمْتُ القَدحَ وزَنَمْتْهُ، أي سَوَّيْتُه ونَحَتُّه، يُقَال: قدحٌ مُزَلَّم وزلِيم، فكأنه قَالَ: هو العبد مَزْلُوما، أي خلقه الله على خلقة العبد حتى إن من نظر إليه رأي آثار العبيد عليه. -[384]-
يضرب للئيم.
ويحكى أن الحجاج قَالَ لجَبَلَة بن عبد الرحمن البَاهِلي: أخبرني عن قتيبة بن مسلم فإني قد أردت التزويج إليه، فَقَالَ: أصلح الله الأمير! هو والله في صُيَّابة الحي، قال الحجاج: إني واللهِ ما أدري ما صيَّابة الحي، الحي لكني أعطي الله عهدا لئن أصبت فيه ثلبا لأَقْطَعَنَّ منك طابقا، فَقَالَ: هو والله العبد زَلَمَةً، أي لاَ شَكَّ في لؤمه.

الصفحة 383