كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4469- هَاجَت زَبْرَاءُ
أصله أنه كان للأَحنف بن قَيْس خادم سَليطة تُسَمَّى زَبْرَاء، وكانت إذا غضبت قَالَ الأَحنفُ: قد هاجت زَبْرَاء، فذهبت مثلاً في الناس، حتى يُقَال لكل إنسان إذا هاج غضبه: قد هاج زَبْرَاؤه، والأَزْبَر: الأَسد الضخم الزُّبْرَة، وهي موضع الكاهل، واللَّبْؤة زَبْرَاء.
4470- هَجَمَ عَلَيْهِ نِقَابَاً
قَالَ الأَصمعي: أي اهْتَدَى إليه بنفسه ولم يَحِدْ عنه، ونصب "نِقَابا" على المصدر أي فَجْأةُ فَجْأةً.
4471- هُوَ في مَلاَءِ رَأْسِهِ
يضرب للرجل يُشْغَلُ عنك بِمُهِمٍّ يحدُث له.
4472- هُوَ قَفَا غَادِرٍ شَرٌّ
أصله أن رَجُلاً من تميم أجار رجلاً، فأراد قومُه أن يأكلوه، فمنعهم، فَقَالَت الجارية لأبيها: أرِنِي في هذا الوافي، وكان دمِيمَ الوجْهِ، فأراها إياها، فلما أبصرت دَمَامَتَه قَالَت له: لم أر كاليوم قَفَا وافٍ، فسمعها الرجلُ فَقَالَ:
هو قفا غادر شر.
قوله "قفا غادر" في موضع النصب على الحال، أي هو شر إذا كان قفا غادر، والمعنى لو كان هذا القفا على دَمَامته لغادرٍ كان أقْبَحَ؛ إذ جَمَعَ بين الغَدْر والدَّمَامة، وهذا كما يُقَال: هو راكب جملٍ أطولُ، ويجوز أن يكون "هو" ضمير الشأنِ والأمر و"قفا" في موضع الرفع بالابتداء، أي الأمر والشأن قفا غادرٍ شَرٌّ من دمامتي.
يضرب لمن لاَ يُنْظَر له، وفيه خصال محمودة، وقد يُقَال: هي قفا غادرٍ بالتأنيث على أن تكون "هي" ضمير القصة، أو لأَن القفا يذكر ويؤنث.
4473- هُوَ ألْزَمُ لَكَ مِنْ شَعَرَاتِ قَصِّكَ
يريد أنه لاَ يفارقك، ولاَ يستطيع أن تلقيه عنك.
يضرب لمن ينتفي من قريبه، ويضرب -[385]- أيضاً لمن أنكر حقا يلزمه من الحقوق. والقَصُّ والقصص: عِظَامُ الصدر، وشعره لاَ يُحْلَق، ويجوز أن يراد بالقصِّ مصدر قصَصْتُ الشَّعْرَ بالمِقَصِّ، ويقول: لاَ يفارقك ما تنتفي منه وإن قصدت إزالته كما لاَ تفارقك هذه الشعرات وإن قَصَدَها قصك.

الصفحة 384