كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4621- أهْوَنُ منْ قُعَيْسٍ عَمَّتِهِ
قَالَ بعضهم: إنه كان رَجُلاً من أهل الكوفة دخل دارَ عمتِهِ، فأصابهم مطر وقر، وكان بيتها ضيقاً، فأدخلت كَلْبها البيتَ وأبرزتْ قُعِيساً إلى المطر، فمات من البرد
وقَالَ الشرقي بن القطامي: إنه قُعَيْس بن مُقَاعس بن عمرو من بني تميم، مات أبوه فحملته عمته إلى صاحب بر فرهَنَتْه على صاع من بر، فغلق رَهْناً لأنها لم تَفْكَّهُ، فاستعبدها الحَنَّاطُ فخرج عبداً.
4622- أهْوَنُ مِنْ نُغَلَةٍ
النغلة: ما يقع في جلود الماشية، والعرب تقول: قَالَت النُّغَلة "لا أكون وَحْدِي" وذلك أن الضائنة ينتف صوفها وهي حية، فإذا دَبَغُوا جلدها من بعد لم يصلحه الدباغ فينغل ما حواليه، ومعنى هذا المثل أن الرجلَ إذا ظهرت فيه خصلة سوء لاَ تكون وحدها، بل تقترن بها خصال أخَرُ من الشر
4623- أهْوَنُ مِنْ دِحِنْدِحٍ
قَالَ حمزة: إن العرب تقول ذلك، فإذا سُئلوا ما هو قَالَوا: لاَشيء، قَالَ: وقَالَ بعض أهل اللغة في دحندح: إنه لُعْبة من لُعَب صبيان الأعراب يجتمع لها الصبيان فيقولونها، فمن أخطأها قام على رجله وحَجَل على إحدى رجليه سبعَ مَراتٍ
4624- أهْونُ منْ ضَرْطَةِ العَنْز
هذا من قول الشاعر:
فَسِيَّانِ عِنْدِيَ قَتْلُ الزُّبَيرِ ... وَضَرْطَةُ عَنْزٍ بِذِي الجُحْفَةِ
4625- أهْوَنُ منْ ثَمَلَةٍ، وَمِنْ طَلْياءَ، ومِنْ رِبْذَة
هذه كلها أسماء خرقة يُطْلَى بها الإبل الجَرْبى
4626- أهْوَنُ مِنْ مِعْبأةٍ
هي خرقة الحائض التي تَعْتَبىء بها، والاعتباء: الاحتشاء
4627- أهْوَنُ مِنْ لَقْعَةٍ بِبَعْرَةٍ
اللَّقعة: الحذفة والرمْيَةُ
وزعموا أن هشام بن عبد الملك وَرَدَ المدينة حاجا، فدخل إليه سالم بن عبد الله بن عمر، فَقَالَ له: كم تعدُّ يا سالم؟ فقال: ثلاَثاً وستين، قَالَ: تالله ما رأيت في ذوى أسنانك أحْسَنَ كِدْنَةً (الكدنة - بالكسر - السنام واللحم والشحم)
منك، فما غذاؤك؟ قَالَ: الخبز والزيت، قَالَ: أفلاَ تأجمه (أجم الطعام يأجمه: كرهه وعافته نفسه)
قَالَ: -[408]- إذا أجَمْتُه تركته حتى أشتهيه، فانصرف سالم إلى بيته وحُمَّ، فجعل يقول: لَقَعَنِي الأحوال بعينه، حتى مات، واجتاز هشام بجنازته راجلاً فصلى عليها

الصفحة 407