كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4676- يَدِبُّ لَهُ الضَّرَاءَ وَيَمْشِي لَهُ الخَمْرَ
الضَّرَاء: الشجرُ الملتفُّ في الوادي (وهو أيضاً: أرض مستوية تأويها السباع، وبها نبذ من الشجر)
َوالخَمَرُ: مَا وَرَاكَ من جُرْفٍ أو حَبْل رَمل
يضرب للرجل يَخْتِلُ صاحبه
وقَالَ ابن الأعرابي: الضرَاء: ما انخفض من الأَرض.
4677- يَحْسِبُ المَمْطُورُ أنَّ كُلاَ مُطِرَ
يضرب للغني الذي يظن كلَّ الناس في مثل حاله
4678- يَجْمَعُ سَيْرَيْنِ فِي خَرَزَةٍ
يضرب لمن يجمع حاجتين في وجه واحد
4679- يَلقَمُ لَقْمَاً وَيُفَدِّى زَادَهُ
أي يأكل من مَالِ غيره ويحتفظ بماله
4680- يُسِرُّ حَسْواً فِى ارتِغَاءٍ، وَيَرْمِى بأمثالِ القَطا فُؤَادَهُ
الاَرتغاء: شرب الرِّغوة
قَالَ أبو زيد والأَصمعي: أصلُه الرجلُ يؤْتَى باللَّبنِ؛ فَيَظْهر أنه يريد الرغوة خاصة، ولاَ يريد غيرها، فيشربها، وهو في ذلك ينال من اللبن.
يضرب لمن يريك أنه يُعنيك، وإنما يجر النَّفْعَ إلى نفسه، قَالَ الكُمَيْتُ:
فإني قد رأيتُ لكم صُدوداً ... وتَحْسَاء بِعِلَّةِ مُرْتَغِينَا
4681- يَمْنَعُ دَرَّهُ وَدَرَّ غَيْرِهِ
يضرب للبخيل يمنع ماله ويأمر غيره بالمنع.
قَالَ أبو عمرو: وذلك أن ناقةً وطئت ولدها فمات، وكان له ظِئر معها فمنعت دَرَّها ودَرَّ غيرها، هذا هو الأَصل.
4682- يَرْوَى عَلَى الضَّيِحِ المَحْلُوبَ
الضَّيْح: اللبن الخائر رُقَّق بالماء يصب عليه. وهو أسرع اللبن ريَّا.
يضرب لمن لاَ يشتفي موعودُهُ بشيء، وذلك أن الرىَّ الحاصل من الضَّيْح لاَ يكون متيناً وإن كان سريعاً.
4683- يَكْفِكَ نَصِيبُكَ شُحَّ القَوْم
أي إن استغنيت بما في يَدِك كفاك مسألة الناس
4684- اليَوْمَ خَمرٌ، وغَداً أمْرٌ
(انظر المثل رقم 4709 الآتى)
أي يشغلنا اليوم خمر، وغدا يشغلنا أمر، يعني أمر الحرب.
وهذا المثل لامرئ القيس بن حجر الكنديُّ الشاعر، ومعناه اليوم خَفْضٌ ودَعَة وغدا جِدٌّ واجتهاد، وكان أبو امرئ القيس -[418]-
حُجْرٌ طَرَدَ امرأ القيس للشعر والغزل، وكانت الملوك تأنَفُ من الشعر، فلحق امرؤ القيس بدَمُّون من أرض اليمن، فلم يزل بها حتى قتل أبوه، قتله بنو أسِدَ بن خزيمة، فجاءه الأَعور العجلي فأخبره بقتل أبيه، فَقَالَ امرؤ القيس:
تَطَاوَلَ اللَّيْلُ عَلَيْنَا دَمُّونْ ... دَمُّونُ إنَّا مَعْشَرٌ يَمَانُونْ
وَإننا لِقَوْمِنَا مُحِبُّونْ ...
ثم قَالَ: ضَيَّعِني صغيراً، وحَمَّلَني دَمَه كبيراً، لاَ صَحْوَ اليوم، ولاَ شُرْبَ غدا، اليوم خَمْرٌ وغَداً أمر، فذهب قوله مثلاً.
يضرب للدول الجالبة للمحبوب والمكروه.
ثم شرب سبعة أيام، ثم قَالَ:
أتَانِي وَأصْحَابِي عَلَى رَأْسِ صَيْلَع ... حَدِيثٌ أطَارَ النَّوْمَ عَنَّى وَأنْعَمَا
وَقُلْتُ لِعِجْلِىٍّ بَعَيدٍ مَآبُهُ ... تَبَيَّنْ وبَيِّنْ لِى الحَدِيثَ المُعَجَّمَا
فَقَالَ: أبَيْتَ اللَّعْنَ عَمْروٌ وَكَاهِلٌ ... أبَاحُوا حِمَى حُجْرٍ فأصْبَحَ مُسْلَما

الصفحة 417