كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

4690- يَاحِرْزَا وَأبْتَغِى النّوَافِلاَ
ويروى "واحِرْزَا" قالوا يريد "واحرزاه" فحذف، وأصله الخطر
يضرب لمن طمع في الربح حتى فاته رأس المال، هذا قول بعضهم
وقَالَ أبو عبيد: يريد أدركتُ ما أردتُ وأطلب الزيادة، قَالَ: يضرب في اكتساب المال والحث عليه والحرص عليه
قَالَوا: والحرز بمعنى المحرز، كأنه أراد يا قوم أبصروا ما أحْرَزْتُ من مُرَادِي ثم أبتغي الزيادة، وحرزا: يريد به حرزي، إلاَ انه فر من الكَسْرة إلى الفتحة لخفتها كقولهم: يا غُلاما، في موضع يا غُلامى
4691- يَرْكَبُ الصَّعْبَ مَنْ لاَ ذَلُولَ لَهُ
أي يحملُ المرءُ نفسه على الشدة إذا لم ينل طَلِبته بالهُويْنَا.
يضرب في القَنَاعة بنَيْلِ بعض الحاجات
4692- يَكْسُو النَّاسَ وَاسْتُهُ عَارِيةٌ
يضرب لمن يُحسن إلى الناس ويُسيء إلى نفسه.
4693- يَاوَيْلِي رَآنِى رَبِيعةُ
قَالَته امرأة مَرَّ بها رجلٌ فأحَبَّتْ أن يراها ولاَ يعلم أنها تعرَّضَتْ له. فلما سمع قولها التفت إليها فأبصرها.
يضرب للذي يحبُّ أن يُعْلَم مكانه وهو يُرِى أنه يخفى.
4694- يَا لَيْتَنِي المُحْثَى عَلَيْهِ
قَالَها رجل كان قاعدا إلى امرأة، وأقبل وصيل لها، فلما رأته حَثَتِ الترابَ في وجهه لئلاَ يدنو منها فيطلع جليسُها على أمرها، فَقَالَ الرجل: يا ليتني المُحْثَى عليه، فذهبت مثلاً
يضرب عند تَمَنِّى منزلةِ مَنْ يُخْفَى له الكرامة ويُظْهَر له الإبعاد.
4695- يَا عَمَّاهُ هل كُنْتُ أعْوَرَ قَطٌّ
قَالَها صبي كان لأمه خليل، وكان يختلف إليها، فكان إذا أتاها غمض إحدى عينيه لئلاَ يعرفه الصبيُّ بغير ذلك المكان إذا رآه فرفع الصبي ذلك إلى أبيه، فَقَالَ أبوه: هل تعرفه يا بني إذا رأيته؟ قَالَ: نعم، فانطلق به إلى مجلس الحى، فَقَالَ: انظر أي من تراه، فتصفَّح وجوه القوم حتى وقع بصره عليه فعرفه بشمائله وأنكره لعينيه، فدنا منه فَقَالَ: يا عمَّاه هل كنت أعور قط؟ فذهبت مثلاً.
يضرب لمن يستدل على بعض أخلاَقه بهيئته وشَارَتِهِ
4696- يَضْرِبُنِي وَيَصْأي
يُقَال: صَأي يصْأي، ويقلب فيُقَال: -[420]- صاء يَصِئ، وهذا كقولهم "تَلْدَغُ العَقْرَبُ وَتَصِئ"

الصفحة 419