كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

2680- غَلَبْتُهُمْ أنِّي خُلِقْتُ نُشَبَةً
يضرب لمن طَلَبَ شَيئاً فألحَّ حتى أْحرَز بغيته. ونُشَبةً مثل همزة: من النُّشُوب، يُقَال: نَشِبَ في الشَيء، إذا عَلِقَبه، ورجل نُشَبة: أي كثير النشوب في الأمور.
2681- اسْتَغَاثَ مِنْ جُوعٍ بِمَا أَمَاتَهُ
يضرب لمن استغاث يُؤْتَى من جهته قَال الشاعر:
لَعَلكَ أن تَغَصَّ بِرأسِ عَظْمٍ ... وعَلَّكَ في شَرَابِكَ أنْ تَحِينَا
2682- غَداً غَدُها إنْ لمْ يَعُقْنِي عَائِقٌ
الهاء كناية عن الفَعْلة: أي غداً غَدُ ضائها إن لم يحبسني حابس.
2683- اُغْفِرُوا هَذا الأمْرَ بِغَفْرَتِهِ
أي أصلحوه بما ينبغي أن يصلح به، والغَفْرة في الأصل: ما يُغَطَّى به الشَيء من الغَفْر وهو السَتر والتَّغْطية.
2684- الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ
أي مُهْلكه، يُقَال: غَالَه يَغُوله واغْتَاله إذا أهلكه، ويقَال: أَيَّةُ غُولٍ أَغْولُ من الغضب، وكل ما أغال الإنسان فأهلكه فهو غُولٌ.
2685- غَلَقَ الرَّهْنُ بما فيِه
يضرب لمن وقع في أمرٍ لا يرجو انتياشاً منه.
وفي الحديث "لا يَغْلِق الرهن" أي لا يستحقه مرتهنه إذا لم يَرُدَّ الراهنُ ما رهنَهُ فيه، وكان هذا من فعل الجاهلية فأبطَلَهُ الإسلام.
2686- غّنظُوكَ غَنْظَ جَرَادَةِ العَيَّارِ
الغَنْظ: أشد الغيْظ والكَرب، يُقَال: غَنَظَهُ يَغْنِظُهُ غَنْظاً، أي جَهَدَه وشَقَ عليه، وكان أبو عبيدة يقول هو أن يُشْرِف الرجلُ على الموت من الكرب ثم يفلت منه وأصل المثل أن العَيَّار كان رجُلاً أثْرَمَ فأصاب جراداً في ليلة باردة وقد جفَّ، فأخذ منه كَفَّاً فألقاه في النار، فلما ظن انه انشوى طرح بعضه في فيه، فخرجت جرادة من بين سِنَّيْهِ فطارت، فاغتاظ منه جداً، فضربت العرب بذلك المثل، أنشد البياري لمسروح الكلبى يُهَاجى جريراً: (أنشدهما في اللسان "غ ن ظ " عن اللحيانى ونسبهما لجرير، وأولهما "ع ى ر " وثانيهما "وغ ر" غير منسوبين) -[62]-
وَلَقد رَأيْتُ فَوَارِساً من قومنا ... غَنَظوُكَ غَنْظَ جَرَادةً العَيَّارِ
ولَقد رأيت مكانَهم فكرهْتَهم ... ككراهة الخنزيِر للإيغارِ
يضرب في خضوع الجبان. ويقَال: جرادة اسمُ فرسٍ للعيَّار وقع في مَضيقَ حربٍ فلم يجد منه مخرجاً، وذكر عمر بن عبد العزيز الموْتَ فَقَال: غَنْظٌ ليس كالغَنْظ، وكَظٌّ ليس كالكظ.

الصفحة 61