كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

2839- قَدَحَ فِي سَاقِهِ
القَدْح: الطعن، والساق: الأصل، مستعار من ساقَ الشجرة، وهو جِذْعُها وأصلها.
يضرب لمن يعمل فيما يكره صاحبه.
2840- قَرَعَ لهُ ظُنُبُوبَهُ
إذا جَذَّ فيه ولم يَفْتَرْ، قَال سَلاَمة بن جَنْدَل:
إنَّا إذَا مَا أتَانَا صَارِخٌ فَزْعٌ ... كانَ الصُّرَاخَ لهُ قَرْعُ الظَّنَابيبِ
أي إذا أتانا مستغيثٌ كانت إغاثته الجِدّ في نصرته.
2841- قَدْ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقِها فَشَمِّرِى
يضرب في الحث على الجد في الأمر. والتاء في "شمرت" للداهية، والخطاب في "شَمِّرِى" على التأنيث للنفس.
2842- قَبْلَ الضُّرَاطِ اسْتِحْصافُ الأليتَيْنْ
أي قبل وقوع الأمر تُعَدُّ الآلَةُ
2843- قُرْبُ الوِسَادَ وطُولُ السِّوادِ
يضرب للأمر الذي يُلْقى الرجلَ فيما يكره.
وقيل لابنه الخُسِّ: لم زَنَيتِ وأنت سيدة قومِكِ؟ فَقَالت هذه المقَالة، وقَال بعض العلماء: لو أتمت الشرح لقَالت: قرب الوِساد، وطول السِّوَادِ، وحُبُّ السِّفَاد.
والسَّواد: المُسَارَّة، وهو قرب السَّوَاد من السَّواد، يعنى الشخص من الشخص.
2844- قَدْ يَبْلُغُ القَطُوفُ الوساعَ
القَطُوف من الدواب: الذي يُقارِب الخَطْو، الوسَاع: ضِدّه.
يضرب في قناعة الرجل يبعض حاجته دون بعض.
2845- قَدْ يُبْلَغُ الخَضْمُ بِالقَضْمِ
الخَضْم: أكلٌ بجميع الفم، والقضم: بأطراف الأسنان.
قَال ابن أبى طرفة: قدم أعرابي على ابن عم له بمكة، فَقَال له: إن هذه بلاد مَقَضَم، وليست بلاد مَخْضَم.
ومعنى المثل: قد تدرَكُ الغايةُ البعيدةُ بالرفق، كما أن الشعبة تدرك بالأكل بأطراف الفم، قَال الشاعر:
تَبَلَّغْ بأخلاقَ الثِّيَابِ جَدِيدَها ... وَبالقَضْمِ حتَّى تُدْرِكَ الخَضْمَ بالقَضْمِ
2846- قد استَنْوَقَ الجَملُ
أي صار ناقةً. -[94]-
وكان بعض العلماء يخبر أن هذا المثل لطرَفة بن العبد، وذلك أنه كان عند بعض الملوك والمُسَيَّبُ بن عُلَس ينشد شعراً في وصف جَمل، ثم حوَّله إلى نعت ناقة، فَقَال طرفه "قد استَنْوَقَ الجمل" ويقَال: إن المنشد كان المتلمس، أنشد في مجلس لبنى قيس بن ثعلبة، وكان طرفة يلعب مع الصبيان ويتسمَّع، فأنشد المتلمس:
وَقَدْ أتَنَاسَى الهمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ ... بِنَاجٍ عَلَيْهِ الصَّيْعَرِيَّةُ مكدم
كُمَيْتٍ كَنَازِ اللَّحْمِ أوْحَمِيَرية ... مُوَاشِكَة تَنْفِى الحَصَى بِمُلَثَّمِ
كأن على أنْسَائِهَا عِذْقَ خَصْبَةٍ ... تَدَلَّى مِنْ الكَافُورِ غَيْرَ مُكَمَّمِ
والصيعرية: سِمَة تُوسم بها النوقَ باليمن، فلما سمع طَرَفة البيتَ قَال: استنوقَ الجمل، قَالوا: فدعاه المتلمس وقَال له: أخْرِجْ لسانَكَ، فأخرجه فإذا هو أسْوَد، فَقَال: وَيْلٌ لهذا من هذا.
قَال أبو عبيد: يضرب هذا في التخليط

الصفحة 93