كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 2)

والأبيض (1): هو المتمكن في موضعه، الجيد النبات.
... وقال البحتري:
لها غرائب دل ما يزال لها ... على الغرام به حث وتحريض (2)
تفاح خد إذا احمرت محاسنه ... مقبل بخفي اللحظ معضوض
وواضحات تريك الدر متسقاً ... كأنهن إذا استغربن إغريض (3)
لو كان يكفيك علم الشيء تجهله ... فقد كفاك من التصريح تعريض (4)
فقوله: «تريك الدر متسقاً» أحسن، وأصح من قول أبي تمام:
«ولآل توم» غير أن أبا تمام شبه الثغر في بيته بثلاثة أشياء وقد فعل البحتري ذلك فقال:
بات نديماً لي حتى الصباح ... أغيد مجدول مكان الوشاح (5)
كأنما يضحك عن لؤلؤ ... منظم أو برد أو أقاح
فشبه الثغر بثلاثة أشياء، وشرط في اللؤلؤ أنه منظم، كما قال في البيت الآخر:
«تريك (6) الدر متسقاً»، حتى استوى التشبيه بالإغريض.

الصفحة 106