كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 2)

السقاء إذا ملأته، قال بشر بن أبي خازم:
وكأن ظعنهم غداة تحملوا ... سفن تكفأ في خليج مغرب (1)
وسبيل هذا البيت أن يلحق في «باب الثغور».
وقوله: «فالتقى وردان: ورد جنى، وورد خدود» إن كان أراد هذا الورد المعروف فمن أين بذي الأراك ورد؟، إلا أن يريد بعض الأنواع (2)، والحمر من الأنوار فإنها كثيرة، وإياها -إن شاء الله- أراد.
ومن عجيب ما أورده في حسن القد قوله:
تهتز مثل اهتزاز الغصن أتعبه ... مرور غيث من الوسمي سحاح (3)
وقال:
بيضاء يعطيك القضيب قوامها ... ويريك عينيها الغزال الأحور (4)
تمشي فتحكم في القلوب بدلها ... وتميس في برد الشباب فتخطر (5)
وتميل من لين الصبا فيقيمها ... قد يؤنث تارة ويذكر
وقال:
هل الذلفاء مخبرتي أهجراً ... أرادت بالتجنب، أم دلالاً؟ (6)
ذكرت بها قضيب البان لما ... غدت تختال في الحسن اختيالا
تشاكله انعطافاً واهتزازاً ... وتحيكه قواماً واعتدالا

الصفحة 115