كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 2)

وهذا ما لا يكاد يسمع أحلى ولا أعذب ولا أبرع منه.
وقال:
ألام على هوى ظمياء ظلماً ... وقلبي في يدي ظمياء عان (1)
إذا انصرفت أضاءت شمس دجن ... ومال من التعطف غصن بان
قوله: «أضاءت شمس دجن» أي إذا انصرفت مولية بوجهها كان ضوؤها كضوء الشمس من تحت الدجن، وهو إلباس الغم الأفق، وهذا أحسن ما يكون من المعنى (2) وألطفه، أي إذا غاب وجهها حين تولى فأنا منها أيضاً في ضياء كضياء (3) الشمس من تحت الدجن.
وقال أبو تمام:
أدنت نقاباً على الخدين وانتسبت ... للناظرين بقد ليس ينتقب (4)
وهذا حسن جداً.
وقال أبو تمام:
ليالي أضللت العزاء وجولت ... بعقلك آرام الخدور الخواذل (5)
من الهيف لو أن الخلاخل صبرت ... لها وشحاً جالت (6) عليها الخلاخل
منها الوحش إلا أن هاتا أوانس ... قنا الخط إلا تلك ذوابل

الصفحة 116