كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 2)

قوله: «جولت» من أجل قوله: «الخواذل» وهن (1) اللواتي تخلفن من جملة السرب على أولادهن، فأراد أن يطابق بين «الجولان» و «التأخر» وهو طباق غير جيد، ولا لائق.
وقوله: «من الهيف لو أن الخلاخل صيرت لها وشحاً» من أقبح الخطأ وأفحشه، لأن الخلخال لا يكون في موضع الوشاح؛ لأن الوشاح: ما تتقلده المرأة من سير، أو خيط فيه خرزاً، أو حلياً من فضة أو غيرها، تتزين به فيكون منها في موضع حمائل السيف من الرجل، والخلخال لا يكون في هذا الموضع إلا إذا مسخها الله، وأقمأها.
[(2) وقد أخطأ في البيت الثاني أيضاً فقال: «قنا الخط إلا أن تلك ذوابل» وإنما قيل للرماح: «ذوابل» للينها وتثنيتها، فنفى ذلك عن قيود النساء التي من أكمل أوصافها التثني واللين والانعطاف، كما قال تميم بن أبي بن مقبل]:
يهززن للمشي أوصالاً منعمة ... هز الجنوب ضحى عيدان يبرينا (3)
أو كاهتزاز رديني تداوله ... أيدي التجار فزادوا متنه لينا
وقد ذكرت هذا مشروحاً في أغاليطه (4).
ولله در أبي عبادة إذ يقول:
غدت قضبان أسحلة عليها ... لفرط الجدل أو شحة تجول (5)

الصفحة 117