كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 2)

يقوم من تثنيها اعتدال ... تكاد تقول من هيف نحول (1)
مشين على خمائل ذي طلوح ... وقد ضاقت بما فيها من الحجول
فقلت: أزيد من سقم فؤادي ... وهل يزداد من قتل قتيل (2)
فهذا -والله- هو الشعر، لا تعليلات أبي تمام بطباقه وتجنيسه، وفرط تقعره، وكثرة أحالاته، وما زلت أسمع الشيوخ يفضلون هذا البيت الأخير على كل ما سمعوه في الغزل.
وهذه القصيدة من قلائده، وفيها يقول قبل هذه الأبيات:
بعيدة مطلب وجماد نيل ... فها هي لا تنال ولا تنيل
إذا خطرت تأرج جانباها ... كما خطرت على الروض القبول
ويحسن دلها والموت فيه ... وقد يستحسن السيف الصقيل
... وقال أبو تمام:
وناضرة الصبا حين اسبكرت ... طلاع المرط والدرع اليدي (3)
تشكى الأين من نصف سريع ... إذا قامت ومن نصف بطي
وهذا ما لا مدفع لجودته وحسنه، وكأنه صفوة خاطر أبي تمام، إذا كان بجمامه يأتي به وبأمثاله، فإذا أعيا وكل زماناً رمى بالأوساخ والأقذار والغثاء.

الصفحة 118