كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 2)

وقابله بدر السماء بحسنه ... فبدر على بدر وبحر على بحر
رأيت بهاء الملك مجتمعاً له ... وديباجة الدنيا ومكرمة الدهر
وقال فيه:
ملك يملأ العيون بهاء ... حين يبدو في تاجه المعقود (1)
والخلفاء وملوك الإسلام لا يلبسون التيجان، وأظنها كانت يتخذها الأحداث منهم فيلبسونها في خلواتهم، ومع نسائهم، ومن لا يحتشمونه من ندمائهم، فأما القلانس المعممة التي ترصع بالجوهر فلا شك فيها، ومن ذكر تيجان الخلفاء من الشعراء فلعله رأى على رؤسهم هذا الجنس، فقد قال البحتري أيضاً في المهتدي ينفي عنه لبس التاج:
لسجادة السجاد أحسن منظراً ... من التاج في أحجاره وأتقادها (2)
وقال في المعتز:
كأنما التاج إذا ما علا ... غرته بالدور الزهر (3)
كواكب الفكة في أفقها ... دنت فحفت غرة البدر (4)
وقد تقدم من إنكار عبد الملك بن مروان على ابن الرقيات قوله:
* يعتدل التاج فوق مفرقه *

الصفحة 367