كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 2)

وحاولن كتمان الترحل بالدجى ... فباح بهن المسك لما تضوعا (1)
وأردأ من قول أبي تمام: «والفراق معادله»، وأقبح وأسخف قول أبي تمام:
أترى الفراق يظن أني غافل ... عنه وقد لمست يداه لميسا (2)
ما زلت أسمع الشيوخ من أصحاب أبي تمام المتعصبين (3) له دون من سواهم يقولون: أتره أي شيء أراد أن يصنع بالفراق: يقطع يديه أو رجليه، أو يصلبه على جذع؟
... وقال أبو تمام:
لا أظلم النأي؛ قد كانت خلائقها ... من قبل وشك النوى عندي نوى قذفا (4)
وهذا معنى جيد حسن.
والقذف: البعيدة.
وقال أيضاً:
دع الفراق فإن الدهر ساعده ... فصار أملك من روحي بجثماني (5)
وهذا في جملة أبياته المشهورة التي لهج الناس بها وهي:
ما اليوم أول توديعي ولا الثاني ... البين أكثر من شوقي وأحزاني (6)

الصفحة 42