كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 2)

وصدر هذا البيت ليس بجيد.
وقال:
مهاة النقا لولا الشوى والمآبض ... وإن محض الإعراض لي منك ماحض (1)
الشوى: يريد القوائم، والمآبض: الأرفاغ (2)، والمهاة: البقر.
يقول: أنت مهاة النقا لولا قوائمها فإنها ليست كقوائمك، وكذلك المآبض.
وفي البقر أشياء أخر ليست في الناس منها القرون، والأذناب وسائر خلقها، وما هناك من الشبه غير العيون وإذا مشى النساء شبهن بالبقر.
فلم يمكنه أن يقول: مهاة النقا لولا الشوى، والمآبض، والأظلاف، والقرون، والشعر، والجلد، وغير ذلك مما ليس في الإنسان.
وإذا اقتصر الإنسان على بعض هذه الأشياء أجزأته، وإنما أخطر أبو تمام بباله قول الشاعر:
فعيناك عيناها، وجيدك جيدها ... سوى أن عظم الساق منك دقيق (3)
فلذلك قال: الشوى.
وقوله: «والمآبض» عي منه ولكنه، وأراد القافية.
وقوله: «وإن محض الإعراض لي منك ماحض»، أي أنا أجعلك كمهاة النقا، وأشبهك بها وإن أعرضت عني، وهو معنى ضعيف جداً.

الصفحة 60