كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 2)

وقد يجوز أن يكون أراد: لولا (1) الشوى والمآبض وأن محض الإعراض لي منك ماحض بفتح أن أي لولا أن محض الإعراض لي منك ماحض، يريد أن مهاة النقا لا تقصده بإعراض، ولا غير إعراض، وهذا أيضاً معنى ضعيف.
... وقال البحتري:
دنا السرب إلا أن هجرا يباعده ... ولاحت لنا أفراده وفرائده (2)
والسرب: القطيع من الظباء، والنساء، والقطا، وهو ههنا: النساء.
وقوله: «لاحت لنا أفراده» أي أفراده في الحسن، جمع فرد.
وفرائده درره، جمع فريدة، وهي الدرة، يريد نساء مفردات في الحسن ونساء كفرائد الدرر.
وبعضهم يجعل الفرائد ههنا: الثغور.
... وقال أيضاً:
عارضننا أصلاً، فقلنا: الربرب ... حتى أضاء الأقحوان الأشنب (3)
الربرب: القطيع من بقر الوحش، أي فحسبنا هن من البقر؛ لشبههن بهن من جهة عيونهن.
«حتى أضاء الأقحوان الأشنب» يريد ثغورهن، أي لما ابتسمن علمنا أن لسن بالبقر؛ لأن البقر لا يبسمن، ولا يبدو لهن سن إلا عند التثاؤب، أو الرعي.

الصفحة 61