كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 2)

وقد يجوز أن يقول قائل: أنه أراد أنها لا تغرب تحت الأرض كما تغرب الشمس، وهذه معاذير ضيقة لأبي عبادة، فإن لم يك قد أخطأ فقد أساء [وإن لم يكن قد أساء فما أحسن] (1)
... وقال أبو تمام:
قالت وقد أعلقت كفي كفها ... حلا وما كل الحلال بطيب (2)
فنعمت من شمس إذا حجبت بدت ... من نورها فكأنها لم تحجب
وهذا معنى حسن، وقد تقدم الناس فيه وأكثروا.
قال قيس بن الخطيم:
قضى لها الله حين صورها الـ ... ـخالق أن لا يكنها سدف (3)
وأجود من هذا قول جرير:
كأنها مزنة غراء رائحة ... أو درة لا يواري ضوءها الصدف (4)
ووصل أبو تمام ذلك بأن قال:
وإذا رنت خلت الظباء ولدنها ... ربعية، واسترضعت في الربرب
إنسية إن حصلت أنسابها ... جنية الأبوين ما لم تنسب
قوله: «ربعية» يريد أنها ولدت في الربيع أول النتاج فهي أحسن ما تكون وأقوى، «واسترضعت في الربرب» والربرب: القطيع من [بقر] (5) كأنه يؤكد حسن عينها.

الصفحة 91