كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 2)

يريد أنها قذفت بالشحم، أي كأنه رمي على جسمها رمياً.
وإنما ذهب أبو تمام إلى قول أبي نواس: «وتلطم الورد بعناب» (1)
وهذه كانت تلطم على الحقيقة في مأتم على ميت بأنامل مخضوبة الأطراف، فجعلها عناباً تلطم به ورداً، فأتى بالظرف كله، والحسن أجمعه، والتشبه على حقيقته.
وجاء أبو تمام بالجهل على وجهه، والحمق بأسره، والخطأ بعينه.
... وقال:
ومقدودة رود تكاد تقدمها ... أصابتها بالعين من حسن القد (2)
تعصفر خديها العيون بحمرة ... إذا وردت كانت وبالاً على الورد
إذا زهدتني في الهوى خيفة الردى ... جلت لي عن وجه يزهد في الزهد
قوله: «من حسن القد» بضم السين، من أقبح لفظة وأهجنها.
ومثل قوله:
* «أعرضت عن الإعراض» * (3)
وهذا إذا سمعه الأعراب ضحكوا منه، بل الجيد قوله:
لولا العيون وتفاح الخدود إذا ... ما كان يحسد أعمى من له بصر (4)

الصفحة 95