كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 2)

الألوان، وكذلك الأزرق لا تستعمله إلا في صفة الماء والصبح، ويقولون: عدو أزرق، أي حديد النظر، وسنان أزرق أي حديده، ولم يبق من الألوان ما يخالف لون الخدود المذهبة كما قال إلا الخضرة، فهذا وجه ذكر البحتري الخضرة؛ لأنه لو قال:
واحمر موشى الخدود وقد بدا ... منهن ديباج الخدود المذهب
لكان مدحاً بلونين متفقين.
... وقال البحتري:
هز منها شرخ الشباب فجالت ... فوق خصر كثير جول الوشاح (1)
وأرتنا خداً يراح له الور ... د ويشتمه جنى التفاح
وشتيتاً يغض من لؤلؤ النظـ ... ـم ويزري على شتيت الأقاحي
فأضاءت تحت الدجنة للشر ... ب وكادت تضيء للمصباح
وأشارت على الغناء بألحا ... ظ مراض من التصابي صحاح
فطربنا لهن قبل المثاني ... وسكرنا منهن قبل الراح
قد تدير الجفون من عدم الألـ ... ـباب ما لا يدور في الأقداح
قوله: «فجالت فوق خصر» كلام حسن.
وقوله: «يراح له الورد» حسن أيضاً.
وقول أبي تمام: «كانت وبالاً على الورد» أحسن منه وألطف، وأشبه بما يستعمل في هذا المعنى.

الصفحة 97