كتاب نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار (اسم الجزء: 2)

وثمانمائة، وصلّى في أكبر كنائسها صلاة الجمعة بعد جعلها مسجدا وهي المسماة أيا صوفيا (¬107)، فأبدلها الله من من الظّلمات بالنّور، ولا زالت محلاّ للعبادة وسببا للحسنى وزيادة، ومقرّ عزّ وسعادة، وما أحسن ما أنشده (¬108) الإمام البقاعي - رحمه الله - في صورة هذا الفتح العظيم (¬109)، طالعها: سؤال جرى على لسان مراقب أمسى يخاطب بعض من سهرت عيناه يحرس في سبيل الله، وهي قصيدة من ثالث ضروب البحر الطويل وهو الضرب المحذوف والقافية متواترة (¬110) مطلقة (¬111) مردف فقال (¬112):
[الطويل]
أمن ذكر من تهوى اعتراك سهود (¬113) ... أم القلب فيه للجحيم وقود
أراك لا تزال موكّلا ... برعي الفيافي والأنام رقود
كأنك مهجور (¬114) وعدت (¬115) بزورة ... فما يطرق العينين منك (¬116) هجود
تجيء وتمضي في السّلاح مسربلا ... كأنك ليث للظباء (¬117) يصيد
أما تختشي أن الحبيب يروعه ... لقاك فما ينفكّ (¬118) منه صدود
فضع عنك (¬119) هذا الزي والقه سالما ... يذيقك طيبا للقاء وعود
لقد ضل عن قصدي (¬120) الرقيب ولم يقع ... على حادث أمضي له وأعود
¬_________
(¬107) في الأصول: «أيا صوفية».
(¬108) كذا في ط، وفي ش وب وت: «نشده».
(¬109) ولذلك يلقب: «محمد الفاتح». وانظر الإعلام للنهروالي ص: 156 - 158، شذرات الذهب 7/ 341 - 345 نقلا عن الإعلام للنهروالي باختصار، الضّوء اللاّمع 10/ 147، نظم العقيان ص: 547، أخبار الدول للإسحاقي ص: 140.
(¬110) في الأصول: «متواتر».
(¬111) في الأصول: «مطلق».
(¬112) هذه القصيدة لم يذكرها النّهروالي.
(¬113) في ب: «شهود».
(¬114) في ب: «مجهور».
(¬115) في ش: «عدة».
(¬116) في ط: «منا».
(¬117) في الأصول: «الضباء».
(¬118) كذا في ش وب، وفي ط وت: «ينفعك».
(¬119) في ط: «عند».
(¬120) في ط: «قصد».

الصفحة 14