كتاب ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب (اسم الجزء: 2)

واستعدبت، حَتَّى تنجز لكم مواعيد النَّصْر، فقد اقْتَرَبت، فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم كتب الله لكم أغيا مَا سَأَلت الألسن السائلة من الله واستوعبت.
من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وجنود الله، بفضله وَنعمته، قد غلبت وَفتحت وسلبت، وأسود جهاده قد أردْت الْأَعْدَاء بعد مَا كلبت، ومراعى الآمال قد أخصبت، وَالْحَمْد لله حمدا يجلو وُجُوه الرِّضَا بعد مَا احْتَجَبت، وَيفتح أَبْوَاب الْمَزِيد، فَكلما اسْتَقْبلهَا الأمل رَحبَتْ، وَالشُّكْر لله شكرا، يُقيد شوارد النعم فَمَا أنفت وَلَا هربت. وَإِلَى هَذَا وصل الله لمقامكم أَسبَاب الظُّهُور والاعتلا، وعرفكم عوارف الآلاء على الولا. فَإنَّا لما ورد علينا كتابكُمْ الْبر الْوِفَادَة، الجم الإفادة، الْجَامِع بَين الْحسنى وَالزِّيَادَة، جالى غرَّة الْفَتْح الْأَعْظَم من ثنايا السَّعَادَة، وواهب المنن المتاحة، وواصف النعم الْمُعَادَة، فوقفنا من رقّه المنثور [وَبَيَانه المحشود المحشور لَا بل أربه المنشور] على تحف سنية، وأماني سنية، وقطاف للنصر جنية، ضمنت سُكُون الْبِلَاد وقرارها، وَأَن الله قد أذهب الْفِتَن وأورها، وأخمد نارها، وَخرج [عَن وَجه الْإِسْلَام عارها، وَجمع الْأَهْوَاء على من هوته السَّعَادَة، بعد أَن أجهدت] اخْتِيَارهَا، فَأصْبح الشتيت مجتمعا، وجنح الْجنَاح مرتفعا، والجبل الْمُخَالف خَاشِعًا متصدعا [واصحب فِي القيادة من كَانَ متمنعا] واستوسقت الطَّاعَة، وتبجحت السّنة وَالْجَمَاعَة، وَارْتَفَعت الشناعة، وتمسكت الْبِلَاد المكرمة بأذيال وَليهَا لما رَأَتْهُ، وعادت الأجياد العاطلة إِلَى حليها بعد مَا أنكرته. أجلنا جِيَاد الأقلام فِي ملعب الهنا وميدانه، الأول أَوْقَات إِمْكَانه، على بعد مَكَانَهُ، وأجهدنا عبارَة الْكَلَام فِي إجلال هَذَا الصنع، وتعظيم

الصفحة 24