كتاب ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب (اسم الجزء: 2)

فِيهِ من الله الإنعام، على غزوات أَربع، دمرت فِيهَا الْقَوَاعِد الشهيرة تدميرا، وَعلا فَوق مراقيها الْأَذَان عَزِيزًا جهيرا، وكراسي الْملك تضييقا كَبِيرا، وأذيقت وبالا مبيرا، ورياح الإدالة إِن شَاءَ الله تسْتَأْنف هبوبا وبأسا شَدِيدا، والثقة بِاللَّه لَا تدخر مَطْلُوبا، وحظا مجلوبا، والعزة لله قد مَلَأت نفوسا مُؤمنَة وقولبا، وَالله السمئول أَن يوزع شكر هَذِه النعم الَّتِي أثقلت الأكتاد، وأمطت الطوق الْمُعْتَاد، والهجت المسيم والمرتاد، فيا لشكر يستدر مزيدها، ويتوالى تجديدها. وقطعنا فِي بحبوحة تِلْكَ العمالة المستبحرة الْعِمَارَة والفلح، المغنى عَن الْعبارَة وَالشَّرْح، مراحل ختمنا بالتعريج على حَرْب جيان حزبها، ففللنا ثَانِيَة غربها، وجددنا كربها، واستوعبنا جريها وحربها، ونظمنا الْبِلَاد فِي سلك البلا، وحثثنا فِي أنجادها وأغوارها ركايب الاستيلا، فَلم نَتْرُك بهَا ملقط طير، فضلا عَن معلف عير، وَلَا أسارنا لفلها المحروب بلالة خير. وقفلنا وَقد تركنَا بِلَاد النَّصَارَى الَّتِي فِيهَا لكيادنا المدد، وَالْعدة وَالْعدَد، وفيهَا الْخِصَام واللدد، قد لبست الْحَدِيد حريقا، وسلكت إِلَى الخلا والجلا طَرِيقا، وَلم تتْرك بهَا مُضْغَة تخالط ريقا، وَلَا نعْمَة تصون من الْفَرِيق فريقا. وَمَا كَانَت تِلْكَ النعم لَوْلَا أَن الله أعاق، من عنصري النَّار والهواء، بِجُنُود كَونه الْوَاسِع، مدركة الْبعيد الشاسع، لتتولى الْأَيْدِي البشرية تغييرها، وَلَا تدرأ كثيرها، وَلَا تمتاح بالاعتراف عذيرها، بل لله الْقُوَّة جَمِيعًا، فقدرته لَا تتحامى ريعا، وَلَا حمى مريعا منيعا. وعدنا وَالْعود فِي مثلهَا أَحْمد، وَقد بعد فِي شفا النُّفُوس الأمد، وَنسخ بالسرور الكمد، وَرفعت من عز الْإِسْلَام الْعمد، وَالْحَمْد لله حمد الشَّاكِرِينَ، وَمِنْه نلتمس عَادَة النَّصْر على أعدائه فَهُوَ خير الناصرين. عرفناكم بِهِ ليسر دينكُمْ

الصفحة 27