كتاب ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب (اسم الجزء: 2)

جِدَار، فَأَصْبَحت دولتكم السعيدة تتفيأ جنا الجنتين، وتختال فِي حلتين، وَيجمع بِفُتْيَا السيوف الْمَالِكِيَّة بَين هَاتين الأمتين. أوزعكم الله شكرها من نعم جلت مواهبها، ووضحت فِي سَبِيل الْعِنَايَة الإلهية مذاهبها، وصنيعة بهرت عجايبها. وَإِذا كَانَت عقايل النعم، تخْطب أكفاها، وموارد المنن تعرض على صفاها، فَأنْتم أملهَا الَّذِي لكم تذخر، وبمن دونكم تسخر، فَإِنَّكُم تميزتم بخالص العفاف والبسالة، والحسب وَالْجَلالَة، وأصبحتم فِي بَيتكُمْ صَدرا، وَفِي إهالة قومكم بَدْرًا، مواقفكم شهيرة، وسيرتكم فِي الْفضل لَا تفضلها سيرة، وَنحن نهنيكم بِمَا منحكم الله من انفساح الإيالة، ونمو الْجَلالَة، وَالنعَم المنثالة، فسلطان ألْقى عنانه إِلَى مثلكُمْ قد اخْتَار لقيادته، وارتاد فسعد فِي ارتياده، وتكفل الحزم بِحِفْظ بِلَاده، وصون طارفه وتلاده " وَكَأن بِهِ قد استولى على آماده، وتطاول لإرث أجداده، وَلنَا فِيكُم علم الله، ود تأسس بِنَاؤُه، وكرمت أنباؤه، وَجب الشَّرْع إِنْفَاذه إِلَيْكُم وإنهاؤه. وغرضنا الَّذِي نؤثره على الْأَغْرَاض والمقاصد، وتقدمه بِمُقْتَضى الخلوص الزاكي للشواهد، أَن تتصل بَيْننَا وَبَيْنكُم المخاطبة، وتتعاقب المواصلة، وَالْمُكَاتبَة. وَالله عز وَجل الْمعِين على مَا يحب لودكم من بر يكمل واجبه، وتوضح مذاهبه، واعتقاد جميل يتساوى شَاهده وغائبه، وَهُوَ سُبْحَانَهُ يصل سعدكم ويحرس مجدكم [وَالسَّلَام الْكَرِيم يخصكم] وَرَحْمَة الله تَعَالَى وَبَرَكَاته.
وَمن ذَلِك
الْخلَافَة الَّتِي لَهَا الْمجد المؤثل، وَالْفضل الَّذِي كرم الآخر مِنْهُ وَالْأول، والمفاخر الَّتِي ظَاهرهَا لَا يتَأَوَّل. خلَافَة السُّلْطَان الكذا، ابْن السُّلْطَان الكذا ابْن السُّلْطَان الكذا. أبقاه الله علما فِي الْخُلَفَاء الرَّاشِدين وَالْأَئِمَّة المهتدين، [وَجمع

الصفحة 30