كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 2)

2 - بَابُ صَلاَةِ الخَوْفِ رِجَالاً وَرُكْبَانًا رَاجِلٌ قَائِمٌ.
943 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ القُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ , نَحْوًا مِنْ قَوْلِ مُجَاهِدٍ: إِذَا اخْتَلَطُوا قِيَامًا، وَزَادَ ابْنُ عُمَرَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَلْيُصَلُّوا قِيَامًا وَرُكْبَانًا (1).
_حاشية__________
(1) قال ابن حَجَر: هكذا أورده البُخَارِي مختصرًا , وأحال على قول مُجَاهِد , ولم يذكره هنا , ولا في موضع آخر من كتابه , فأشكل الأمر فيه.
ثم قال: والحاصل أنهما حديثان , مَرْفُوعٌ ومَوْقُوفٌ , فالمرفوع من رواية ابن عُمَر , وقد يُرْوَى كله , أو بعضه , مَوْقُوفًا عليه أيضًا , والموقوف من قول مُجَاهِد , لم يَرْوِه عن ابن عُمَر , ولا غيره.
ثم ذَكَرَ ابن حَجَر , أن قول البُخَارِي: "قيامًا" تصحيف , والصَّوَاب: "فإنما".
قال ابن حَجَر: وقد ساقه الإِسْمَاعِيلِي من طريق أُخرى , بَيَّنَ لفظ مُجَاهِد , وبَيَّنَ فيها الواسطة بين ابن جُرَيْج وبينه , فأخرجه من رواية حَجَّاج بن مُحَمد , عن ابن جُرَيْج , عن عَبْد اللهِ بن كَثِير , عن مُجَاهِد , قال: إذا اختلطوا , فإنما هو الإشارة بالرأس.
قال ابن جُرَيْج: حدَّثنِي مُوسَى بن عُقْبَة , عن نافع , عن ابن عُمَر , بمثل قول مُجَاهِد؛ إذا اختلطوا فإنما هو الذِّكْر , وإشارة الرأس , وزاد عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فإن كثروا , فليصلوا ركبانًا , أو قيامًا على أقدامهم".
قال ابن حَجَر: فتَبَيَّنَ من هذا سبب التعبير بقوله: نَحْوَ قول مُجَاهِد , لأن بين لفظه وبين لفظ ابن عُمَر مغايرة , وتَبَيَّنَ أيضًا أن مُجَاهِدًا إنما قاله برأيه , لا من روايته عن ابن عُمَر. "فتح الباري" 2/ 432.
- أخرجه الدارقطني "العلل" 12/ 311، قال: حَدَّثَنا عَبد الله بن محمد بن سَعيد الجمّال المُقْرِئ، قال: حَدَّثَنا علي بن عَمْرو الأنصاري، قال: حَدَّثَنا يَحْيَى بن سَعيد الأُمَوِيّ، عَن ابن جُرَيج، عن مُوسى بن عُقْبَة، عَن نافِعٍ، عَن ابن عُمَر، نحوًا من قول مجاهدٍ؛ إذا اختلطوا، فإنما هو الذِّكْرُ، وإشارةٌ بالرؤوس.
وزادني ابنُ عُمَر، عنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فإن كانُوا أكثرَ من ذلك، فليُصَلُّوا قيامًا ورُكبانًا.
3- بَابُ يَحْرُسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي صَلاَةِ الخَوْفِ.
944- حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ ، فَكَبَّرَ وَكَبَّرُوا مَعَهُ , وَرَكَعَ وَرَكَعَ نَاسٌ مِنْهُمْ ، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدُوا مَعَهُ ، ثُمَّ قَامَ لِلثَّانِيَةِ ، فَقَامَ الَّذِينَ سَجَدُوا وَحَرَسُوا إِخْوَانَهُمْ , وَأَتَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى ، فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا مَعَهُ ، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ فِي صَلاَةٍ ، وَلَكِنْ يَحْرُسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
4- بَابُ الصَّلاَةِ عِنْدَ مُنَاهَضَةِ الحُصُونِ وَلِقَاءِ العَدُوِّ.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ : إِنْ كَانَ تَهَيَّأَ الفَتْحُ وَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الصَّلاَةِ صَلَّوْا إِيمَاءً كُلُّ امْرِئٍ لِنَفْسِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الإِيمَاءِ أَخَّرُوا الصَّلاَةَ حَتَّى يَنْكَشِفَ القِتَالُ أَوْ يَأْمَنُوا ، فَيُصَلُّوا رَكْعَتَيْنِ ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا صَلَّوْا رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ ، فَلاَ يُجْزِئُهُمُ التَّكْبِيرُ ، وَيُؤَخِّرُوهَا حَتَّى يَأْمَنُوا , وَبِهِ قَالَ مَكْحُولٌ.
وَقَالَ أَنَسٌ : حَضَرْتُ عِنْدَ مُنَاهَضَةِ حِصْنِ تُسْتَرَ عِنْدَ إِضَاءَةِ الفَجْرِ ، وَاشْتَدَّ اشْتِعَالُ القِتَالِ ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الصَّلاَةِ ، فَلَمْ نُصَلِّ إِلاَّ بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ ، فَصَلَّيْنَاهَا وَنَحْنُ مَعَ أَبِي مُوسَى , فَفُتِحَ لَنَا.
وَقَالَ أَنَسٌ : وَمَا يَسُرُّنِي بِتِلْكَ الصَّلاَةِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
945- حَدَّثَنَا يَحْيَى (1), قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُبَارَكٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : جَاءَ عُمَرُ يَوْمَ الخَنْدَقِ ، فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ ، وَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا صَلَّيْتُ العَصْرَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغِيبَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَنَا وَاللهِ مَا صَلَّيْتُهَا بَعْدُ , قَالَ : فَنَزَلَ إِلَى بُطْحَانَ ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى العَصْرَ بَعْدَ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ ، ثُمَّ صَلَّى المَغْرِبَ بَعْدَهَا.
_حاشية__________
(1) عند أَبي ذَر : ابن جعفر البخاري .

الصفحة 18