كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 2)

89- بَابُ الجَمْعِ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ بِعَرَفَةَ.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلاَةُ مَعَ الإِمَامِ جَمَعَ بَيْنَهُمَا.
1662- وَقَالَ اللَّيْثُ (1): حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَالِمٌ ، أَنَّ الحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ ، عَامَ نَزَلَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، سَأَلَ عَبْدَ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، كَيْفَ تَصْنَعُ فِي المَوْقِفِ يَوْمَ عَرَفَةَ ؟ فَقَالَ سَالِمٌ : إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ , فَهَجِّرْ بِالصَّلاَةِ يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ : صَدَقَ ، إِنَّهُمْ كَانُوا يَجْمَعُونَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ فِي السُّنَّةِ ، فَقُلْتُ لِسَالِمٍ : أَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ سَالِمٌ : وَهَلْ تَتَّبِعُونَ فِي ذَلِكَ إِلاَّ سُنَّتَهُ ؟.
_حاشية__________
(1) هذا من مُعلَّقات "صحيح البخاري" ، وَصَلَهُ الإِسْمَاعِيلِي ، قال : حدَّثنِي أبو عِمْرَان إبراهيم بن هانئ ، قال : حَدَّثنا الرَّمَادِي ، قال : حَدَّثنا ابن بُكَيْر ، وأبو صالح ، أن اللَّيْث حدَّثهما ، فذكره. "السنن الكبرى" للبيهقي 5/114 ، و"تغليق التعليق" 3/85.
90- بَابُ قَصْرِ الخُطْبَةِ بِعَرَفَةَ.
1663- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ عَبْدَ المَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَى الحَجَّاجِ : أَنْ يَأْتَمَّ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فِي الحَجِّ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ ، جَاءَ ابْنُ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , وَأَنَا مَعَهُ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ , أَوْ زَالَتْ ، فَصَاحَ عِنْدَ فُسْطَاطِهِ أَيْنَ هَذَا ؟ فَخَرَجَ إِلَيْهِ , فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : الرَّوَاحَ , فَقَالَ : الآنَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَنْظِرْنِي أُفِيضُ عَلَيَّ مَاءً ، فَنَزَلَ ابْنُ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , حَتَّى خَرَجَ ، فَسَارَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي , فَقُلْتُ : إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُصِيبَ السُّنَّةَ اليَوْمَ , فَاقْصُرِ الخُطْبَةَ , وَعَجِّلِ الوُقُوفَ , فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : صَدَقَ.
91- بَابُ التَّعْجِيلِ إِلَى المَوْقِفِ.
92- بَابُ الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ.
1664- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، كُنْتُ أَطْلُبُ بَعِيرًا لِي , وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , قَالَ : أَضْلَلْتُ بَعِيرًا لِي ، فَذَهَبْتُ أَطْلُبُهُ يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا بِعَرَفَةَ ، فَقُلْتُ : هَذَا وَاللهِ مِنَ الحُمْسِ , فَمَا شَأْنُهُ هَاهُنَا.
1665- حَدَّثَنَا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي المَغْرَاءِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، قَالَ عُرْوَةُ : كَانَ النَّاسُ يَطُوفُونَ فِي الجَاهِلِيَّةِ عُرَاةً إِلاَّ الحُمْسَ ، وَالحُمْسُ : قُرَيْشٌ وَمَا وَلَدَتْ ، وَكَانَتِ الحُمْسُ يَحْتَسِبُونَ عَلَى النَّاسِ ، يُعْطِي الرَّجُلُ الرَّجُلَ الثِّيَابَ يَطُوفُ فِيهَا ، وَتُعْطِي المَرْأَةُ المَرْأَةَ الثِّيَابَ تَطُوفُ فِيهَا ، فَمَنْ لَمْ يُعْطِهِ الحُمْسُ طَافَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانًا ، وَكَانَ يُفِيضُ جَمَاعَةُ النَّاسِ مِنْ عَرَفَاتٍ ، وَيُفِيضُ الحُمْسُ مِنْ جَمْعٍ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي الحُمْسِ : {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} قَالَ : كَانُوا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ ، فَدُفِعُوا إِلَى عَرَفَاتٍ.

الصفحة 199