كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 2)

148- بَابُ النُّزُولِ بِذِي طُوًى ، قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ ، وَالنُّزُولِ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الحُلَيْفَةِ ، إِذَا رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ.
1767- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , كَانَ يَبِيتُ بِذِي طُوًى ، بَيْنَ الثَّنِيَّتَيْنِ ، ثُمَّ يَدْخُلُ مِنَ الثَّنِيَّةِ الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّةَ ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ حَاجًّا , أَوْ مُعْتَمِرًا ، لَمْ يُنِخْ نَاقَتَهُ إِلاَّ عِنْدَ بَابِ المَسْجِدِ ، ثُمَّ يَدْخُلُ ، فَيَأْتِي الرُّكْنَ الأَسْوَدَ ، فَيَبْدَأُ بِهِ ، ثُمَّ يَطُوفُ سَبْعًا : ثَلاَثًا سَعْيًا , وَأَرْبَعًا مَشْيًا ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ ، فَيُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَيَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ ، وَكَانَ إِذَا صَدَرَ عَنِ الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ , أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الحُلَيْفَةِ ، الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنِيخُ بِهَا.
1768- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الحَارِثِ ، قَالَ : سُئِلَ عُبَيْدُ اللهِ عَنِ المُحَصَّبِ ، فَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، عَنْ نَافِعٍ , قَالَ : نَزَلَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعُمَرُ ، وَابْنُ عُمَرَ.
وَعَنْ نَافِعٍ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، كَانَ يُصَلِّي بِهَا ، يَعْنِي : المُحَصَّبَ ، الظُّهْرَ وَالعَصْرَ , وَأَحْسِبُهُ قَالَ : وَالمَغْرِبَ.
قَالَ خَالِدٌ : لاَ أَشُكُّ فِي العِشَاءِ , وَيَهْجَعُ هَجْعَةً ، وَيَذْكُرُ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1).
_حاشية__________
(1) قال ابن حَجَر : قَوله : "سُئِلَ عُبَيد الله" يَعنِي ابن عُمَر بن حَفص بن عاصِم بن عُمَر بن الخَطّاب العُمَرِيّ.
قَوله : "نَزَلَ بِها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعُمَر وابن عُمَر" ؛ هُو عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرسَل ، وَعَن عُمَر مُنقَطِع ، وَعَن ابن عُمَر مَوصُول ، وَيُحتَمَل أَن يَكُون نافِع سَمِعَ ذَلِكَ مِن ابن عُمَر فَيَكُون الجَمِيع مَوصُولاً وَيَدُلّ عَلَيهِ رِوايَة عَبد الرَّزّاق الَّتِي قَدَّمتها فِي الباب الَّذِي قَبله.
قَوله : "وَعَن نافِع" ؛ هُو مَعطُوف عَلَى الإِسناد الَّذِي قَبله وَلَيسَ بِمُعَلَّقٍ.
وَقَد رَواهُ البَيهَقِيُّ مِن طَرِيق حُمَيدِ بن مَسعَدَة عَن خالِد بن الحارِث مِثله.
قَوله : "يُصَلِّي بِها ، يَعنِي المُحَصَّب " قِيلَ فَسَّرَ الضَّمِير المُؤَنَّث بِلَفظٍ مُذَكَّر وَأَرادَ البُقعَة ، وَلأَنَّ مِن أَسمائِها البَطحاء.
قَوله : "قالَ خالِد" ، هُو ابن الحارِث راوِي أَصل الإِسناد ، وَهُو مُؤَيِّد لِلعِطفِ الَّذِي قَبله. "فتح الباري" 3/592.
149- بَابُ مَنْ نَزَلَ بِذِي طُوًى إِذَا رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ.
1769- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى (1): حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (2)، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَقْبَلَ بَاتَ بِذِي طُوًى حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ دَخَلَ ، وَإِذَا نَفَرَ مَرَّ بِذِي طُوًى ، وَبَاتَ بِهَا حَتَّى يُصْبِحَ , وَكَانَ يَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
_حاشية__________
(1) قال ابن حَجَر : قَوله : "وَقالَ مُحَمَّد بن عِيسَى" ، هُو ابن الطَّبّاع ، أَخُو إِسحاق البَصرِيّ.
(2) قَوله : حَدَّثَنا "حَمّاد" اُختُلِفَ فِي حَمّاد هَذا ، فَجَزَمَ الإِسماعِيلِيّ بِأَنَّهُ ابن سَلَمَة ، وَجَزَمَ المِزِّيّ بِأَنَّهُ ابن زَيد ، فَلَم يَذكُر حَمّاد بن سَلَمَة فِي شُيُوخ مُحَمَّد بن عِيسَى ، وَذَكَر حَمّاد بن زَيد ، وَلَم تَقَع لِي رِوايَة مُحَمَّد بن عِيسَى مَوصُولَة.
150- بَابُ التِّجَارَةِ أَيَّامَ المَوْسِمِ ، وَالبَيْعِ فِي أَسْوَاقِ الجَاهِلِيَّةِ.
1770- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الهَيْثَمِ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : كَانَ ذُو المَجَازِ ، وَعُكَاظٌ , مَتْجَرَ النَّاسِ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلاَمُ , كَأَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ ، حَتَّى نَزَلَتْ : {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} فِي مَوَاسِمِ الحَجِّ.

الصفحة 222