كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 2)

فصل فيما احتجوا به على حياة الرسل في القبور
فان احتججتم بالشهيد بأنه ... حيّ كما قد جاء في القرآن
والرسل أكمل حالة منه بلا ... شك وهذا ظاهر التبيان
فلذاك كانوا بالحياة أحق من ... شهدائنا بالعقل والبرهان
وبأن عقد نكاحه لم ينفسخ ... فنساؤه في عصمة وصيان
ولأجل هذا لم يحل لغيره ... منهن واحدة مدى الازمان
أ فليس في هذا دليل أنه ... حيّ لمن كانت له أذنان
أو لم ير المختار موسى قائما ... في قبره لصلاة ذي القربان
أ فميت يأتي الصلاة وان ذا ... عين المحال وواضح البطلان
أو لم يقل أني أرد على الذي ... يأتي بتسليم مع الاحسان
أ يرد ميت السلام على الذي ... يأتي به هذا من البهتان
هذا وقد جاء الحديث بأنهم ... أحياء في الأجداث ذا تبيان
وبأن أعمال العباد عليه تع ... رض دائما في جمعة يومان
يوم الخميس ويوم الاثنين الذي ... قد خص بالفضل العظيم الشأن
الشرح:
يذكر المؤلف في هذا الفصل حجج القائلين بحياته صلّى اللّه عليه وسلّم في قبره أما الحجة الأولى فهي ما ثبت بصريح القرآن من أن الشهداء أحياء في قبورهم كما قال تعالى: ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران: 169] وكما قال: ولا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ ولكِنْ لا تَشْعُرُونَ [البقرة: 154] ولا شك أن الرسل عليهم الصلاة والسلام أكمل حالة من الشهداء، وهذا أمر ظاهر لا يحتاج الى بيان، فاذا كان الشهداء أحياء في قبورهم فالرسل عليهم السلام أحق منهم بهذا عقلا وبرهانا.
و أما الحجة الثانية فان عقد نكاحه لأزواجه أمهات المؤمنين باق بعده لم

الصفحة 10