كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 2)
و سيشهدون عليهم كذلك بأنهم لا يؤمنون بأن فوق السموات العلى ربّا تجب على العباد طاعته والقيام بحق الشكر له على سابغ نعمته وموفور كرمه، وذلك لأن الوجود في الجهة عندهم من لوازم الاجسام واللّه ليس بجسم فلا يوصف عندهم بفوق ولا تحت وسيشهدون عليهم أيضا بأنهم ينكرون أن يكون في القبر رسول اللّه لأن الروح عندهم عرض من الأعراض القائمة بالحي كالسواد والبياض وغيرهما من الألوان ووجودها مشروط ببقاء البينة المخصوصة فاذا فسدت تلك البينة وانحل التأليف زالت الحياة.
و كذلك الصفات القائمة بالحي من العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر، وغيرها تكون مشروطة ببقاء الحياة فهي متوقفة في وجودها عليها فاذا انتفت الحياة انتفى مشروطها عقلا اذ لا يعقل قيام تلك الصفات بغير الحي- ولا شك أن رسالة الرسول هي من الصفات التي تعتبر الحياة شرطا فيها كسائر صفاته من العلم والايمان ونحوهما- فإذا انتفت عنه الحياة التي هي عرض قائم به انتفى كل مشروط بها من الصفات وصار في حكم العدم الذي لا وجود له. وبذلك يمتنع أن يوصف في القبر بأنه رسول اللّه.
هذه عورات ثلاث قد كشفتم عنها ولزمكم عارها فحاولوا سترها دون أن تروغوا روغان الثعالب والا ظلت ملصقة بكم لا يمحوها عنكم هذا التمويه والروغان.
فصل في الكلام في حياة الأنبياء في قبورهم
ولأجل هذا رام ناصر قولكم ... ترقيعه يا كثرة الخلقان
قال الرسول بقبره حيّ كما ... قد كان فوق الأرض والرجمان
من فوقه أطباق ذاك الترب واللبن ... ات قد عرضت على الجدران
الصفحة 4
472