كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 2)
فصل في يوم المزيد وما أعد لهم فيه من الكرامة
أو ما سمعت بشأنهم يوم المزي ... د وأنه شأن عظيم الشأن
هو يوم جمعتنا ويوم زيارة ال ... رحمن وقت صلاتنا وأذان
والسابقون إلى الصلاة هم الألى ... فازوا بذاك السبق بالإحسان
سبق بسبق والمؤخر هاهنا ... متأخر في ذلك الميدان
والأقربون إلى الامام فهم أولو الزلفى هناك فههنا قربان
قرب بقرب والمباعد مثله ... بعد ببعد حكمة الديان
ولهم منابر لؤلؤ وزبرجد ... ومنابر الياقوت والعقيان
هذا وأدناهم وما فيهم دني ... من فوق ذاك المسك كالكثبان
ما عندهم أهل المنابر فوقهم ... مما يرون بهم من الإحسان
فيرون ربهم تعالى جهرة ... نظر العيان كما يرى القمران
ويحاضر الرحمن واحدهم محا ... ضرة الحبيب يقول يا ابن فلان
هل تذكر اليوم الذي قد كنت في ... ه مبارزا بالذنب والعصيان
فيقول رب أما مننت بغفرة ... قدما فانك واسع الغفران
فيجيبه الرحمن مغفرتي التي ... قد أوصلتك إلى المحل الداني
الشرح:
روى الإمام الشافعي في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: «أتى جبريل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمرآة بيضاء فيها نكته، فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ما هذه؟ فقال هذه يوم الجمعة فضلت بها أنت وأمتك، والناس لكم فيها تبع اليهود والنصارى، ولكم فيها خير، وفيها ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو اللّه بخير إلا استجيب له، وهو عندنا يوم المزيد، فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وما يوم المزيد يا جبريل؟ قال: إن ربك اتخذ في في الفردوس واديا أفيح فيه كثب من مسك، فإذا كان يوم الجمعة أنزل اللّه سبحانه وتعالى ما شاء من ملائكته وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين، وحف تلك المنابر بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت