كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 2)

فصل في المطر الذي يصيبهم هناك
ويظلّهم إذ ذاك منه سحابة ... تأتي بمثل الوابل الهتان
بينا هم في النور اذ غشيتهم ... سبحان منشيها من الرضوان
فتظل تمطرهم بطيب ما رأوا ... شبها له في سالف الأزمان
فيزيدهم هذا جمالا فوق ما ... لهم وتلك مواهب المنان
الشرح:
روى بقية بن الوليد عن كثير بن مرة قال: (ان من المزيد أن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول ما ذا تريدون أن أمطركم؟ فلا يتمنون شيئا إلا أمطروا).
و روى عبد اللّه بن المبارك من حديث شفي بن ماتع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إن من نعيم أهل الجنة أنهم يتزاورون على المطايا والنجب، وأنهم يؤتون في الجنة بخيل مسرجة ملجمة لا تروث ولا تبول يركبونها حتى ينتهوا حيث شاء اللّه فيأتيهم مثل السحابة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، فيقولون أمطري علينا فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق أمانيهم».
و يزيدهم هذا حسنا فوق ما بهم حتى أن الرجل منهم ليرجع إلى أهله بعد الزيارة فتقول له: لقد خرجت من عندنا على صورة ورجعت على غيرها.
فصل في سوق الجنة الذي ينصرفون إليه من ذلك المجلس
فيقول جل جلاله قوموا إلى ... ما قد ذخرت لكم من الإحسان
يأتون سوقا لا يباع ويشترى ... فيه فخذ منه بلا أثمان
قد أسلف التجار أثمان المبي ... ع بعقدهم في بيعة الرضوان

الصفحة 427