كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 2)
فصل في حالهم عند رجوعهم إلى أهليهم ومنازلهم
فإذا هم رجعوا إلى أهليهم ... بمواهب حصلت من الرحمن
قالوا لهم أهلا ورحبا ما الذي ... أعطيتم من ذا الجمال الثاني
واللّه لازددتم جمالا فوق ما ... كنتم عليه قبل هذا الآن
قالوا وأنتم والذي أنشأكم ... قد زدتم حسنا على الاحسان
لكن يحق لنا وقد كنا اذا ... جلساء رب العرش ذي الرضوان
فهم إلى يوم المزيد أشد شو ... قا من محب للحبيب الداني
الشرح:
يعني أن أهل الجنة حين يرجعون إلى أهليهم بعد زيارة الرب تبارك وتعالى يقولون لهم أهلا ومرحبا بحبنا، ما هذا الجمال الذي أضفي عليكم فوق ما كنتم عليه قبل مفارقتنا، لقد ازددتم في أعيننا جمالا وحسنا، فيقولن لهم وأنتم كذلك والذي أنشأكم، لقد ازددتم في أعيننا جمالا وملاحة، لكننا يحق لنا أن نرجع إليكم بهذه الصور، فقد كنا قبل قليل جلساء رب العرش، فخلع علينا من نوره وجماله ما ملأ عيونكم وقلوبكم، فأهل الجنة يشتاقون ليوم المزيد أشد مما يشتاق المحب لقرب حبيبه، وذلك لما يخلع اللّه عليهم من كرامته.
روى مسلم في صحيحه من حديث ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ان في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا، فيقول لهم أهلوهم: واللّه لقد ازددتم حسنا وجمالا فيقولون واللّه وأنتم لقد ازددتم حسنا وجمالا».