كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 2)

فصل في خلود أهل الجنة ودوام صحتهم ونعيمهم وشبابهم واستحالة النوم والموت عليهم
هذا وخاتمة النعيم خلودهم ... أبدا بدار الخلد والرضوان
أو ما سمعت منادي الإيمان يخ ... بر عن مناديهم بحسن بيان
لكم حياة ما بها موت وعا ... فيه بلا سقم ولا أحزان
ولكم نعيم ما به بؤس وما ... لشبابكم هرم مدى الأزمان
كلا ولا نوم هناك يكون ذا ... نوم وموت بيننا اخوان
هذا علمناه اضطرارا من كتا ... ب اللّه فافهم مقتضى القرآن
والجهم أفناها وأفنى أهلها ... تبا لذاك الجاهل الفتان
طردا لنفي دوام فعل الرب في ال ... ماضي وفي مستقبل الأزمان
وأبو الهذيل يقول يفنى كلما ... فيها من الحركات للسكان
وتصير دار الخلد مع سكانها ... وثمارها كحجارة البنيان
قالوا ولو لا ذاك لم يثبت لنا ... رب لأجل تسلسل الأعيان
فالقوم أما جاحدون لربهم ... أو منكرون حقائق الإيمان
الشرح:
هذا وتمام نعيم أهل الجنة خلودهم فيها وبقاؤهم أبد الآباد ولا يفنون ولا يخرجون، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة، فإن الآيات والأحاديث في هذا الباب من الكثرة والصراحة بحيث لا تقبل جدلا ولا تأويلا كقوله تعالى: خالِدِينَ فِيها أَبَداً [النساء: 57] لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ [التوبة: 21] وما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ [الحجر: 48] خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ والْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود:
108] طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ [الزمر: 73] أُكُلُها دائِمٌ وظِلُّها [الرعد: 35] إلى غير ذلك من الآيات التي لا تحصى كثرة.
و عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يجاء

الصفحة 431