كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 2)

يقنعه هذا وراح يسأل عما قاله فلان وفلان، لأن آراء الناس عنده مقدمة على ما جاء به الوحيان، فما أقبح الجهل والغرور بالإنسان.
فصل في أن الجنة قيعان وأن غراسها الكلام الطيب والعمل الصالح
أو ما سمعت بأنها القيعان فاغ ... رس ما تشاء بذا الزمان الفاني
وغراسها التسبيح والتكبير والت ... حميد والتوحيد للرحمن
تبا لتارك غرسه ما ذا الذي ... قد فاته من مدة الإمكان
يا من يقر بذا ولا يسعى له ... باللّه قل لي كيف يجتمعان
أ رأيت لو عطلت أرضك من غرا ... س ما الذي تجني من البستان
وكذاك لو عطلتها من بذرها ... ترجو المغل يكون كالكيمان
ما قال رب العالمين وعبده ... هذا فراجع مقتضى القرآن
وتأمل الباء التي قد عينت ... سبب الفلاح لحكمة الفرقان
وأظن باء النفي قد غرتك في ... ذاك الحديث أتى به الشيخان
لن يدخل الجنات أصلا كادح ... بالسعي منه ولو على الأجفان
واللّه ما بين النصوص تعارض ... والكل مصدرها عن الرحمن
لكنّ بالإثبات للتسبيب وال ... باء التي للنفي بالأثمان
والفرق بينهما ففرق ظاهر ... يدريه ذو حظ من العرفان
الشرح:
يعني أن الجنة أرض مستوية ليس فيها غراس، وأن الإنسان بسعيه وعمله في أيام عمره يغرس لنفسه ما يشاء، وقد ورد أن غراسها: «سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر» فهذه الكلمات الأربع ورد الحديث الصحيح بأنها أفضل الكلام بعد القرآن، وهن من القرآن، وصح أيضا أنها الباقيات الصالحات التي يقول اللّه عز وجل في شأنها: والْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ

الصفحة 437