كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 2)

حياة وبضاضة أن تزف إلى عنين لا حركة له ولا شهوة؟ كلا واللّه لن تزف هذه الشموس إلا لخطابها الحقيقيين الذين دفعوا أثمانها غالية وقدموا لهن المهور المجزية.
يا سلعة الرحمن لست رخيصة ... بل أنت غالية على الكسلان
يا سلعة الرحمن ليس ينالها ... في الألف إلا واحد لا اثنان
يا سلعة الرحمن ما ذا كفؤها ... إلا أولو التقوى مع الإيمان
يا سلعة الرحمن سوقك كاسد ... بين الأراذل سفلة الحيوان
يا سلعة الرحمن أين المشتري ... فلقد عرضت بأيسر الأثمان
يا سلعة الرحمن هل من خاطب ... فالمهر قبل الموت ذو إمكان
يا سلعة الرحمن كيف تصبر ال ... خطّاب عنك وهم ذوو إيمان
يا سلعة الرحمن لو لا أنها ... حجبت بكل مكاره الإنسان
ما كان عنها قط من متخلف ... وتعطلت دار الجزاء الثاني
لكنها حجبت بكل كريهة ... ليصد عنها المبطل المتواني
وتنالها الهمم التي تسمو إلى ... رب العلى بمشيئة الرحمن
الشرح:
صح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا أن سلعة اللّه غالية ألا أن سلعة اللّه الجنة».
فالمؤلف يخاطب سلعة الرحمن التي هي جنته بأنها ليست رخيصة مبتذلة ولا مزهودا فيها، بل هي غالية جدا على أهل الكسل والبلادة الذين لم يقدموا من السعي ما يرشحهم للظفر بها، وهي لعلوها وتمنعها وغلاء مهرها لا يستطيع أن ينالها من كل ألف إلا واحد فقط، كما ورد في الحديث الصحيح: «إن اللّه عزّ وجل يقول لآدم عليه السلام: يا آدم اذهب فأخرج بعث ذريتك إلى النار، فيخرج من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون».
و ليس من خاطب كفوء لسلعة اللّه الغالية، بل لا ينالها من عباده إلا أولو

الصفحة 441