كتاب شرح القصيدة النونية = شرح الكافية الشافية - ط العلمية (اسم الجزء: 2)
أضعافها. ويسأله كذلك بحق إلهيته التي تفرد بها وتنزه عن أن يكون له شريك فيها، فليس معه إله غيره، بل كل ما عبد سواه فعبادته محض الباطل وعين الضلال والافتراء من العرش إلى الفرش، وبه وحده العوذ والتحصن من كل شر وسوء، وهو الملاذ لعبده من كل خوف ومكروه. وهو الغياث لكل مكروب وملهوف، فمن غيره للمضطر يسمعه ويجيب دعوته مع عصيانه ومخالفته.
ثم قال بعد هذه التوسلات القوية التي تزيح الجبال من أماكنها، إنّا قد توجهنا أليك بحاجة فيها حبك ورضاك، وطالبها أحق بعونك من كل من دعاك، فاجعل قضاءها من جملة النعم التي أوليتها في جميع الأوقات.
أنصر كتابك والرسول ودينك ال ... عالي الذي أنزلت بالبرهان
واخترته دينا لنفسك واصطفي ... ت مقيمه من أمة الإنسان
ورضيته دينا لمن ترضاه من ... هذا الورى هو قيم الأديان
وأقر عين رسولك المبعوث بال ... دين الحنيف بنصره المتدان
وانصره بالنصر العزيز كمثل ما ... قد كنت تنصره بكل زمان
يا رب وانصر خير حزبينا على ... حزب الضلال وعسكر الشيطان
يا رب واجعل شر حزبينا فدى ... لخيارهم ولعسكر القرآن
يا رب واجعل حزبك المنصور أه ... ل تراحم وتواصل وتدان
يا رب وارحمهم من البدع التي ... قد أحدثت في الدين كل زمان
يا رب جنبهم طرائقها التي ... تفضي بسالكها إلى النيران
يا رب واهدهم بنور الوحي كي ... يصلوا أليك فيظفروا بجنان
يا رب كن لهم وليا ناصرا ... واحفظهم من فتنة الفتان
وانصرهم يا رب بالحق الذي ... أنزلته يا منزل القرآن
الشرح:
هذه هي الحاجة التي يريد المؤلف من اللّه عز وجل قضاءها، وهي أن ينصر كتابه المبين، فيقيض له من يظهر حججه ويوضح أغراضه ومقاصده،