كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 2)

(وأبي أن يعطى الآخرة على نية الدنيا) أي امتنع (ابن المبارك عن أنس) ورواه عنه أيضاً الديلمي بإسناد ضعيف

• (أن الله تعالى يغار للمسلم) أي يغار عليه أن يطيع غيره من شيطانه وهواه (فليغر) بفتح المثناة التحتية والغين المعجمة أي المسلم على جوارحه أن يستعملها في المعاصي (طس) عن ابن مسعود وهو حديث ضعيف

• (أن الله تعالى يغار وأن المؤمن يغار) أي المؤمن الكامل الإيمان طبعه الله على الغيرة في محل الريبة واليغرة تغير يحصل من الحمية والأنفة مشتقة من تغيير القلب وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص وأشد ما يكون ذلك في الزوجين هذا في حق الآدمي وأما في حق الله تعالى فمحال لأنه تعالى منزه عن كل تغير ونقص فيتعين حمله على المجازاة فقيل لما كانت ثمرة الغيرة صون الحريم ومنعهن وزجر من يقصد إليهن أطلق عليه سبحانه وتعالى لكونه منع من فعل ذلك وزجر فاعله وتوعده بإيقاع العقوبة به (وغيرة الله أن يأتي المؤمن) أي من أن يأتي أي يفعل (ما حرم الله عليه) ولذلك حرم الفواحش وشرع عليها أعظم العقوبات (حم ق ت) عن أبي هريرة

• (أن الله تعالى يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه) هو كناية عن حسن قبولها لأن الشيء المرضي يتلقى بالقبول باليمين عادة وقيل المراد بيمين الله سبحانه وتعالى كف الذي تدفع إليه الصدقة وإضافتها إليه سبحانه وتعالى إضافة ملك واختصاص لوضع الصدقة فيها لله تعالى وقال القرطبي يحتمل أن يكون الكف أي في رواية كف الرحمن عبارة عن كفة الميزان الذي يوزن فيه الأعمال فيكون من باب حذف المضاف كأنه قال فتربو في كفة ميزان الرحمن ويجوز أن يكون مصدر كف كفا ويكون معناه الحفظ والصيانة فكأنه قال تلك الصدقة في حفظ الله فلا ينقص ثوابها ولا يبطل جزاؤها (فيربيها لأحدكم) يعني يضعف أجرها فكنى بالتربية عن تضعيف أجرها (كما يربى أحدكم مهره) هو صغير الخيل وفي رواية فلوه وهو تمثيل لزيادة التفهيم وخصه لأنه يزيد زيادة بينة (حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد) أي جبل أحد ظاهره أن ذاتها تعظم ويبارك الله فيها ويزيدها من فضله حتى تثقل في الميزان وقيل المراد بذلك تعظيم أجرها وتضعيف ثوابها (ت) عن أبي هريرة وإسناده جيد

• (أن الله تعالى يقبل توبة العبد) أي رجوعه إليه من المخالفة إلى الطاعة (ما لم يغرغر) أي مالم تصل روحه حلقومه لأنه لم ييأس من الحياة فإن وصلت لذلك لم يعتد بها ليأسه ولأن من شرط التوبة العزم على عدم المعاودة وقد فات قال العلقمي والغرغرة أن يجعل المشروب في الفم ويردد إلى أصل الحلق ولا يبلع (حم ت هـ حب ك هب) عن ابن عمر) بن الخطاب قال الترمذي حسن غريب

• (أن الله تعالى يقل لا هون) أي أسهل (أهل النار عذابا) سيأتي في حديث أنه أبو طالب أي يقول له يوم القيامة لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت (تفتدى به) أي الآن من النار (قال نعم) أي افتدى به (قال فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم) أي حين أخذت الميثاق يشير

الصفحة 11